نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(وموضع الرسالة) (80)

فاطمة (عليها السلام) حجة الله

مسألة: يستفاد من إطلاق (موضع الرسالة) على جميعهم (عليهم السلام)[1] إن فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) حجة الله، فيكون قولها وتقريرها حجة.

وذلك لأنه يظهر من قوله تعالى: (وموضع الرسالة) إن جميع أصحاب الكساء ـ عند صدور هذا القول من الله تعالى ـ هم موضع للرسالة، إلاّ أن النبي (صلى الله عليه وآله) رسول بالمعنى الإصطلاحي[2] والباقون بالمعنى الأعم ولو مجازاً الشامل لرسول الرسول أو لمن ينكت في قلبه، أو له عمود النور أو ما أشبه، كما أن الملائكة رسل كما في الآية الكريمة.

ويمكن أن يكون الوجه في إطلاق (موضع الرسالة) عليهم جميعاً باعتبار أنهم (عليهم السلام) نور واحد بعضهم من بعض، فإذا كان أحدهم موضع الرسالة وهو الرسول (صلى الله عليه وآله) كان المجموع يستحق هذا الوصف بالإعتبار.

وكونها (صلوات الله عليها) حجة الله، إضافة إلى كونه ضروري المذهب، يدل عليه روايات عديدة[3] ومنها: رواية عن الإمام العسكري (عليه السلام) التي تنص على أن الزهراء ع (عليها السلام) حجة على الأئمة (عليهم الصلاة والسلام)[4] أي يحتج الله بها عليهم، فيدل بالملاك الأولوي على أنها حجة على سائر الخلق.

[1] ورد في أحاديث عديدة ذلك، ومنها: ما ورد عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: دخل: رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي وفاطمة(عليهما السلام) وأخذ بعضادتي الباب، وقال: (السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة وموضع الرسالة ومنزل الملائكة...) [مقتل الخوارزمي ص 67 ط قم].

[2] المعنى الإصطلاحي هو: المرسل الذي يأتيه جبرائيل (عليه السلام) قبلاً وبكلمة. مجمع البحرين مادة رسل.

والرسول ـ بالمعنى الأعم ـ حامل الرسالة بأية طريقة بلغته الرسالة بالقول أو الكتابة أو الإشارة، عبر جبرائيل (عليه السلام) أو الإلهام أو النكت في القلب أو عمود النور او عبر الرسول (صلى الله عليه وآله) نفسه.

[3] راجع عوالم العلوم والمعارف والأحوال كتاب فاطمة الزهراء (عليها السلام) تحقيق مؤسسة الإمام المهدي (عج) وغيره.

[4] تفسير أطيب البيان: 13/225.