نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(الذين هم تحت الكساء) (76)

اتباع الموضوع بذكر وصفه

مسألة: من الراجح اتباع الموضوع بذكر وصفه، إذا كانت فيه الفائدة، مثل الإعلام أو احترام الطرف أو التلذذ أو التحريض على الاستجابة كما تقول فلان (زيد بن عمرو) العالم أكرمه أو ما أشبه ذلك مما ذكروه في علم البلاغة، وقد قال المتنبّي بعد سرده لأسامي عديدة لممدوحه:

(أسامي لم تزده معرفة***وإنما لذة ذكرناها)

 (فقال الأمين جبرائيل)

الاعتقاد بأمانة جبرائيل

مسألة: يجب الاعتقاد بكون جبرائيل أميناً، ولذلك من ضروريات الدين ((مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ))[1] وعليه الروايات ومنها قولها (عليها الصلاة والسلام) ههنا (فقال الأمين جبرائيل) وبمقتضى مناسبة الحكم والموضوع فإن المراد الأمانة في الوحي وشبهه.

لكن لا يبعد عدم انحصار أمانته في هذا المجال، بأن يكون أمينا في مجالات أخرى من عالم التكوين، فإن الملائكة لا يتحددون بزمان خاص أو مكان خاص أو جهة خاصة.[2]

وإنما هم رسل الله سبحانه وتعالى في مختلف شؤونه جل وعلا، حيث إن الملائكة هم الوسطاء في تنفيذ كثير من الأعمال، ولذا قال سبحانه وتعالى: ((فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً)).[3]

وبما أن معرفتنا بالملائكة محدودة، لذلك لا نعلم المهام التي يقومون بها والمسؤوليات التي يتحملونها، سوى ما جاء في الأحاديث الشريفة عن المعصومين (عليهم السلام).

نعم لا شك في إنهم يقدسون الله ويسبحونه ويهللون، وما إلى ذلك مما أشارت إليه الروايات الشريفة.

استحباب النعت بالفضائل

مسألة: يستحب التوصيف والنعت بالفضائل، ولذلك ولغيره[4] كان وصفها (عليها السلام) جبرائيل بـ (الأمين).

والإستحباب عام لكل شيء أو شخص جدير بالتقدير والإحترام سواء كان إنساً أم جناً أم ملكاً أم حوراً أم ولداناً مخلدين، فإن الإحترام قد يظهر أدب المحترم ـ بالكسر ـ وقد يظهر فضيلة المحترم ـ بالفتح ـ وقد يكون فيه فائدة بالنسبة إلى ثالث.

وبما أن المقام مقام الأمانة، لذلك قدَّم على جبرائيل ولم يقدّم جبرائيل عليه، كما قالوا بالنسبة إلى الأوصاف والموصوفات، إن المقام إذا كان مقام الوصف قُدم وإذا كان مقام الموصوف قدم، حيث إن مقصودها وعنايتها (صلوات الله عليها) على أن صاحب هذا المقال أمين في كلامه موثوق في حديثه.

[1] التكوير: 21.

[2] بشكل مطلق على القول بتجردهم أو بشكل نسبي على غير ذلك.

[3] النازعات: 5.

[4] مثل: كون المقام ضرورة التوصيف بالأمانة.