نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(ولا فلكاً يسري) (73)

المؤثر في الوجود هو الله[1]

مسألة: يجب الاعتقاد بأنه ليس المؤثر حقيقة في الوجود سواه تعالى، ولا فاعل واقعي عداه، ولذلك قال تعالى: (إني ما خلقت سماءً مبنية... ولا فلكاً يسري) حيث الأصل والوصف[2] مخلوقان له تعالى، فإن الفلك لا يسري في البحر بسبب السفّان والرُبّان وشبههما، وإنما الله سبحانه وتعالى هو المسِّير والميسِّر، والفلك وما أشبهه من الأسباب الظاهرية التي قدّرها جل وعلا.

وقد تقدم الإلماع إلى أن كل شيء ظاهر في هذه الحياة الدنيا، له واقع بيد الله سبحانه وتعالى، ومثل إرادته مثل تيار الكهرباء ـ ولا مناقشة في الأمثال ـ حيث إن التيار الكهربائي لو انقطع ولو آناً ما، انعدم الضياء وتعطل كل ما يتحرك بالكهرباء، وقد مثل جماعة من الحكماء إرادة الله سبحانه وتعالى في الخلق، بالصورة الذهنية الجزئية، والمعاني الجزئية التي تكون في الذهن[3]، حيث إن انصراف الذهن، ولو لحظة عن تلك الصور، يوجب انعدامها فوراً. كما أشرنا إليه سابقاً.

[1] يراجع (شرح التجريد) وشرح (المنظومة) للمؤلف.

[2] المراد بالأصل: (الفلك) وبالوصف: (يسري).

[3] الصور الذهنية وليدة القوة المتخيلة (بمعنى إنها تدرك الصور الحسية) والمعاني الجزئية وليدة القوة المتوهمة على اصطلاحهم.