المؤلفات |
(وعدو لمن عاداهم) (55) |
معاداة أهل البيت (عليهم السلام) |
مسألة: تحرم معاداة أهل البيت (عليهم السلام). ولا يخفى إن العداء غير الحرب، لأن العداء حالة نفسية قلبية، وإن تعدت إلى الجوارح، أما الحرب فلا تطلق إلاّ على حركة الجوارح، بطريقة معينة، ولذا قال (صلى الله عليه وآله) في مقابل ذلك: (ومحب لمن أحبهم)، حيث إن الحب أمر قلبي وإن تعدى إلى الجوارح أيضاً. وحيث كانت العلاقة بين العداوة والمحبة علاقة الضدين اللذين لهما ثالث، وكان من الممكن أن لا يكون إنسان بالنسبة إلى إنسان معادياً ومع ذلك لا يكون محباً، لذلك أضاف (صلى الله عليه وآله): (ومحب لمن أحبهم). |
تعاضد الأرحام |
مسألة: يلزم أن يكون الأقرباء ـ من باب أنهم من أجلى المصاديق وأهمها ـ يداً واحدة على أعدائهم فيما كانت العداوة بحق، كما قال (صلى الله عليه وآله): (أنا حرب لمن حاربهم... وعدو لمن عاداهم). وذلك من مستلزمات نصرة المسلم وهو من لوازم الإيمان، سواء كانت العداوة لأمر ديني أو لحق شخصي، كمن غصب مال أحدهم، فيكونوا يداً واحدة عليه حتى يرد المال، وهكذا وهلمّ جرا. ومن الواضح إنه لا يصح نصرة القريب أو نحوه بالباطل، وقول النبي (صلى الله عليه وآله): (انصر أخاك ظالماً ومظلوماً)[1] ويراد بالأول: كفّه عن الظلم، لأنه نصرة له في الدنيا[2] والآخرة، كما فسر بذلك في بعض الروايات. وخصوصية الأقرباء أنهم أولى بالمعروف، وإلاّ فالمسلمون ينصر بعضهم بعضاً وإن كانوا بُعَداء. إضافة إلى أن العائلة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، فإذا غرست فيها معاني التعاضد والتعاون بالحق كان سبباً لتربية المجتمع على ذلك أيضاً. |
[1] نهج الفصاحة: 111 ح 561 ط طهران. [2] لما للظلم من الأثر الوضعي والعواقب الوخيمة على الظالم وذريته في هذه الدنيا. |