نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(وسلم لمن سألمهم) (54)

مناصرة أولياءهم (عليهم السلام)

مسألة: يجب أن يكون الإنسان سلماً لمن سالم أهل البيت (عليهم السلام) كما كان الرسول (صلى الله عليه وآله) كذلك.

تحقيق في معنى العداء والمسالمة

والمراد المسالمة لهم ـ أي من سالمهم (عليهم السلام) ـ من حيث هو مسالم لهم وبهذا اللحاظ، فلا يقتضي ذلك عدم وقوع التنازع بحيث آخر، ومن جهة ثانية (كالتنازع في دَيْن أو ميراث أو شبه ذلك).

كما أن إطلاق الجملة السابقة، يقتضي وجوب أن يحارب الإنسان من حارب أهل البيت (عليهم السلام) من غير فرق بين من حاربهم عسكرياً أو إعلامياً أو سائر أقسام الحروب، وكذلك في السلم، لإطلاق الجملتين ولا انصراف، ولو فرض فالملاك والقرائن المقالية والمقامية تقتضي التعميم.

ومن المعلوم إن من حارب بعضهم (عليهم السلام) كان كالمحارب لكلهم، ولكن المسالم لجميعهم يكون سلماً لهم، فليست الجملتان على غرار واحد في المحاربة والمسالمة.

والالتزام بأن حرب بعضهم، حرب لجميعهم، لما دل على أنهم نور واحد، فمن أنكر أحدهم، فقد أنكر جميعهم، وكذلك حال الأنبياء (عليهم السلام) فمن أنكر نبياً من الأنبياء كان كالمنكر لجميعهم، وهكذا حال صفات الله سبحانه وتعالى، حيث إن من أنكر صفة واحدة كان كإنكار الجميع.

وبذلك يظهر الجواب عن سؤال السائل: ما هو الفرق بين الحرب والسلم؟ حتى عُدَّت الحرب لبعضهم أو في جهة من جهات أحدهم حرباً لهم، لكن السلم لا يكفي فيه إلاّ السلم لجميعهم في جميع الخصوصيات؟

ونضيف توضيحاً لذلك مثالاً:

فإن الحرب كالحالة المرضية، والحالة المرضية تتحقق ولو بتسرب جرثومة خبيثة واحدة إلى الجسم، بينما السلم كالحالة الصحية، والصحة لا تتحقق إلاّ بتوفر كافة العوامل وطرد كل الأوبئة والجراثيم، وكذلك (الحصن) فإنه يسلم من فيه بسد كل ثغوره وخلله وفرجه، بينما يهلك من فيه فيما إذا استطاع العدو فتح ولو ثغرة واحده فيه.