نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(لحمهم لحمي ودمهم دمي) (51)

التذكير بوشائج القربى

مسألة: يستحب التذكير بوشائح القربى، مما يوجب تزايد المحبة بين الأقرباء، كما قال (صلى الله عليه وآله): (لحمهم لحمي ودمهم دمي).

وإنما كان لحمهم (عليهم السلام) لحمه (صلى الله عليه وآله) ودمهم (عليهم السلام) دمه (صلى الله عليه وآله) لأنهم خلقوا نوراً واحداً ومن أصل واحد، ثم فرقوا بهذه الصورة، كما يدل على ذلك جملة من الروايات كقوله (صلى الله عليه وآله): (خلق الله الناس من أشجار شتى وخلقني وأنت [يا علي] من شجرة واحدة)[1].

واللحم والدم من باب المثال، وإلاّ فالعظم والعصب والعرق وسائر الأجزاء أيضاً كذلك، للملاك وللقطع، حسب الروايات.

هذا بحسب المعنى وبلحاظ أصل الخلقة، وأما بحسب المادة والتسلسل الجسمي الظاهري، فإن لحمهم (عليهم السلام) ودمهم أيضاً، نابت من لحم الرسول (صلى الله عليه وآله) ودمه، لأن الولد من الماء المتكون من الدم الجاري في العروق والممتزج باللحم، وهو منشؤه أيضاً، فكلهم (عليهم السلام) منه (صلى الله عليه وآله). كما يدل على ذلك روايات أخرى، مثل قول الصادق (عليه السلام) لأبي حنيفة، حيث قبّل عصا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مشيراً إلى يده (عليه السلام) قائلاً: (هذا لحم رسول الله (صلى الله عليه وآله)).

[1] بحار الأنوار: 15/19 ب ح 30.