المؤلفات |
(أهل بيتي) (49) |
معنى (أهل البيت) وإطلاقاته |
مسألة: يستحب وقد يجب ـ كل في مورده ـ ابلاغ الناس بأن الأربعة الأطهار: علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) هم أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) وخاصته وحامته، دون غيرهم. وبين (الخاصة) التي تخص الإنسان، و (الحامة) التي بينها وبين الإنسان الحرارة والألفة، عموم من وجه. ثم لا يخفى إن (أهل البيت) له إطلاقان[1]: أحدهما: يشمل الرسول (صلى الله عليه وآله). والإطلاق الآخر: لا يشمله (صلى الله عليه وآله). وفي المقام: لا يشمل الرسول (صلى الله عليه وآله) لأنه هو القائل: (أهل بيتي)، أما في آية التطهير[2] فيشمل الرسول (صلى الله عليه وآله) أيضاً، وهذا متعارف عند العرب. ومثله: الآل، فقد يقول: آل الرسول ويراد به غير الرسول، وقد يراد به حتى الرسول أيضاً، ويؤيده قوله سبحانه: ((إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ))[3] مع وضوح ان إبراهيم وعمران (عليهما السلام) كانا داخلين أيضاً. وفي آية أخرى: ((أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ))[4] حيث يشمل فرعون أيضاً. ولقد صرح الرسول (صلى الله عليه وآله) في موارد متعددة بأن هؤلاء الأربعة (عليهم السلام) هم أهل بيته، كي لا يتوهم شموله لنسائه أو سائر من كان في تلك البيوت كالخدم. كما أن أهل البيت يشمل سائر المعصومين إلى الحجة المهدي (صلوات الله عليهم أجمعين) بدلالة متواتر الروايات، والتي منها ما ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة التي تقرأ عند مرقد كل إمام: (السلام عليكم يا أهل بيت النبوة). وحال ذلك حال قوله سبحانه: ((إنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ))[5] حيث إن الأدلة دلت على أن الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) أيضاً أولياء للمؤمنين، فلا ينافي ذلك الحصر[6]، والكلام في هذا المبحث طويل موكول إلى كتب الكلام[7]. ولا يخفى إن مثل زينب وأم كلثوم أو إبراهيم بن رسول الله، وعلي الأكبر والعباس (عليهم الصلاة والسلام) وأمثالهم داخلون في (أهل البيت) بالمعنى العام، لا بالمعنى الخاص الذي ينحصر في المعصومين (عليهم السلام) فقط. |
[1] وهنالك اطلاق ثالث ستأتي الإشارة إليه. [2] الأحزاب: 33 ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)). [3] آل عمران: 33. [4] غافر: 46. [5] المائدة: 55. [6] إذ الحصر إضافي. [7] يراجع: كفاية الموحدين، حق اليقين، إحقاق الحق، كشف الحق، ونهج الصدق، عوالم العلوم والمعارف والأحوال، البحار مبحث الإمامة، العبقات، شرح التجريد وغيرها. |