نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(إن هؤلاء) (48)

الدعاء للغير

مسألة: يستحب الدعاء للغير كالدعاء للنفس، ولذا قال (صلى الله عليه وآله): (عليَّ) دعاءاً ايجابياً وسلبياً.

ويتأكد استحباب الدعاء للأقرباء خاصة، لأنه من مصاديق صلة الرحم أيضاً، فإن الدعاء مستحب لكل مؤمن، ولذا قال (صلى الله عليه وآله) ـ كما سيأتي ـ:

 (فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك علي وعليهم).

 بل الدعاء مستحب حتى للكافر لهدايته، ولذا كان (صلى الله عليه وآله) يقول: (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون)[1].

إلى غير ذلك مما ذكر في كتب الدعاء، وقد ذكرنا جملة منها في كتاب (الدعاء والزيارة).

ثم إن الإنسان إذا دعى لنفسه ولغيره، فالظاهر أفضلية أن يقدم الدعاء لغيره على الدعاء لنفسه لما ورد في دعاء المسلم لأخيه[2] بل ما ورد من دعاء الملائكة وطلبهم المضاعفة له عندئذ. (إن الملائكة تقول لمن يدعو لغيره: ولك مثله)[3].

نعم النبي (صلى الله عليه وآله) ربما كان يقدم الدعاء لنفسه أقرب للإجابة فيقدمه تمهيداً لكي لا ترد الصفقة الواحدة المتضمنة له ولغيره.

التوجه إلى الله عند اجتماع الأسرة

مسألة: يستحب التوجه إلى الله عز وجل إذا اجتمع أفراد العائلة في مكان واحد، كما صنع النبي (صلى الله عليه وآله) بعدما اكتملوا (عليهم السلام) تحت الكساء، ومن الضروري تحريض الناس على ذلك.

فإن تجمع الأقرباء والأرحام في مكان واحد، قد يكون مثار القال والقيل والكلام بالباطل أو اللغو. فاللازم أن يصرفه الإنسان إلى شيء من الواجب أو المستحب، كبيان المسائل والأحكام والهداية والإرشاد والدعاء وقراءة القرآن والتعليم والتعلم ونحو ذلك، ولا أقل من السكوت حتى لا يوجب ذلك ارتكاب محرم كالغيبة ونحوها.

ومن المعلوم إن دوام التوجه إلى الله سبحانه وتعالى في كل الحالات، يوجب قرب الإنسان إلى الله وقضاء حوائجه وسعة رزقه وارتفاع منزلته، فقد قال سبحانه: ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ))[4].

والنفس إذا تلونت بذكر الله سبحانه وتعالى كانت مهبط الملائكة، كما أن النفس إذا تلونت بلون الشياطين كانت مهبطاً للشياطين، فإن النفس مثلها مثل الإناء، الذي يمكن أن يملأ خمراً أو عسلاً.

وفي القرآن الحكيم إشارة إلى الأمرين معاً، حيث قال سبحانه: ((هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ * تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ)) وقال تعالى في قبال ذلك: ((إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ))[5].

[1] بحار الأنوار: 20/21 ب 11.

[2] ثواب الأعمال: 185 ط بيروت.

[3] ثواب الأعمال: 185 ط بيروت.

[4] البقرة: 152.

[5] الشعراء: 221 ـ 223.