المؤلفات |
(قال: وعليك السلام يابنتي
ويا بضعتي قد أذنت لك). (فدخلت تحت الكساء) (44) |
البضعة وأقسام الخطاب |
الذي وجدته في الروايات أن الرسول (صلى الله عليه وآله) عبر بكلمة: (البضعة) عن شخصين: (الزهراء والرضا عليهما الصلاة والسلام) مع وضوح إن كلهم (عليهم السلام) كانوا بضعة منه (صلى الله عليه وآله) إلاّ أن الخطاب بذلك قد يكون لمزيد العناية. وكأن هذه الكلمة تفيد أن المخاطب جزء من المتكلم، لأن بضعة الإنسان جزء منه، وهي ليست على سبيل المبالغة، بل هي صادقة بالنسبة إلى الوالدين والأولاد، ويأتي في هذا المبحث أيضاً ما ذكرناه في المبحث الآنف، حيث إن الرسول (صلى الله عليه وآله) ذكر أفضل كلمة محببة إلى قلب الزهراء (سلام الله عليها). فهناك عدة أقسام من الخطاب: خطاب يوجب الإهانة والإيذاء، وذلك حرام كما قال سبحانه: ((وَلا تَنابَزُوا بِالأَلْقابِ))[1]. وخطاب يوجب التحبيب والتحبب وذلك مستحب. وقد يكون واجباً إذا كانت هنالك ملابسات أو لوازم وملزومات وملازمات وما أشبه، مما يقتضي ذلك. وقد يكون عادياً، فيكون مباحاً بلا كراهة ولا استحباب، والأفضل أن ينتقي الإنسان الأفضل حتى من المستحب، لأن للمستحبات مراتب. |
[1] الحجرات:11. |