نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(قد أذنت لك، فدخل علي تحت الكساء)

(ثم أتيت نحو الكساء وقلت: السلام عليك يا أبتاه يا رسول اله) (42)

انتقاء الكلمات المحببة

مسألة: يستحب انتقاء الكلمات المحببة في الخطاب، ومن صغريات ذلك خطاب البنت أباها بكلمة (أبتاه) مما يستلزم إدخال السرور على قلبه وفؤاده.

وهذا ليس خاصاً بالبنت بل يشمل كل الأقارب، وكذلك الأباعد، فإنه من حسن الأخلاق أن يخاطب الإنسان غيره بخطاب يحبه، ولهذا ورد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يكني الناس حتى الأطفال، فقد رأى طفلاً وبيده عصفور ثم رآه مرة أخرى وليس بيده العصفور فقال له الرسول (صلى الله عليه وآله) ـ كما يرويه الرواة ـ: (يا أبا عمير ما فعل النغير)؟[1]

هذا بالإضافة إلى أن الرسول (صلى الله عليه وآله) أمر الزهراء (سلام الله عليها) بأن تسير على سيرتها السابقة في خطابها له، بعد ما نزلت آية: ((لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً)).[2] فأطاعت الزهراء (سلام الله عليها) الرسول (صلى الله عليه وآله) لكنها كانت تضم (أبتاه) إلى (رسول الله) أيضاً وتقول: (يا أبتاه يا رسول الله) كما في هذا الحديث.

ما ذكرناه من إنتقاء الألفاظ المحببة إلى قلوب الناس في الخطاب، ليس خاصاً بالخطاب، بل من الأدب أن يستعمل الإنسان الألفاظ المحببة إلى الناس في كل محادثاته لهم، وكذلك في الكتابة وغيرها، فإن من التعقل ـ الذي حبب إليه الشرع أيضاً ـ التودد إلى الناس.

إعادة السلام

مسألة: يستحب إعادة السلام وتجديده بتغير الحالات وتنوعها، كما صنعت (عليها السلام) ذلك.

[1] مستدرك الوسائل: 8/409 ب 66ح 5. عن المناقب لابن شهر آشوب 1/147 وفي النهاية 5/86: النغير تصغير النغر وهو طائر يشبه العصفور أحمر المنقار.

[2] النور: 63.