المؤلفات |
(قال له: وعليك السلام يا أخي ويا وصيي وخليفتي وصاحب لوائي) (41) |
الاعتقاد بالولاية |
مسألة: يجب الاعتقاد بولاية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنه (عليه السلام) أخو الرسول (صلى الله عليه وآله) ووصيه وخليفته والإمام من بعده، كما صرح بذلك الرسول (صلى الله عليه وآله). ولذلك فوائد كثيرة، فإن الولاية لها آثار معنوية وأحكام شرعية وفوائد اجتماعية وسياسية وقيادية، لوضوح أن ولاية القادة الصالحين المستقيمين توجب إفاضة الله سبحانه وتعالى لطفه ورحمته على من يتبعهم ويتولاهم، كما أنها توجب الاستقامة في سلوك التابعين وتحضّهم على مكارم الأخلاق. والأحكام الشرعية المأخوذة منهم، أحكام الهية واقعية توجب خير الدنيا والآخرة. وهذه التأكيدات الكثيرة من الرسول (صلى الله عليه وآله) على ولاية أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) إنما تقصد تحريض الأمة في كل مناسبة، على توليه والإهتداء بهديه (عليه السلام) حتى يسعدوا في دنياهم وفي آخرتهم، فالفائدة تعود إليهم بالأساس، لا إليهما (صلوات الله وسلامه عليهما) ((قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ))[1] وقد قال هو (عليه السلام) ذات يوم: ما أحسنت إلى أحد وما أساء إليّ أحد. فقالوا: يا أمير المؤمنين وكيف ذلك وقد أحسنت كثيراً إلى الناس وقد أساؤوا كثيراً إليك؟ فقال (عليه الصلاة والسلام): أما تقرأون قول الله سبحانه وتعالى: ((إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها))؟[2] نعم لا إشكال في الأتباع كلّما كثروا، انتفع المتبوع أكثر لقاعدة: (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، من غير أن ينقص من أجورهم شيء)[3] ومن الواضح إن ذلك من سعي الإنسان، القائد والذي يقتضي تفضل الله سبحانه وتعالى أيضاً، فلا يقال: هذا ينافي قوله تعالى: ((وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى))[4] وقوله سبحانه: ((كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ)).[5] وما أشبه ذلك مما يحصر الفوائد العائدة إلى الإنسان في عمله. |
التركيز على الاعتقاديات |
مسألة: يجب التأكيد على المسائل الاعتقادية وبيانها للناس وتذكيرهم بها، فإن التأكيد على المسائل الاعتقادية مهم جداً، إذ بالاعتقاد ينحرف الإنسان أو يستقيم. وقد ذكر الرسول (صلى الله عليه وآله) في هذه الجملة: أنه (عليه السلام) أخوه ووصيه وخليفته وصاحب لوائه. أما الأخوّة فقد تقدم الإلماع إليها، وهي أخوّة معنوية لا أخوة نسبية. والوصي حيث كان أعم من أن يكون خليفة أكّده (صلى الله عليه وآله) بهذا القسم من الوصاية أي: الوصاية في حال كون الوصي خليفة أيضاً. وأما قوله: صاحب لوائي، فيحتمل أن يريد صاحب لوائه في الدنيا، لأنه (عليه السلام) كان حامل اللواء في أكثر حروب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويمكن أن يريد صاحب لوائه في الآخرة ما يسمى في الروايات: بلواء الحمد[6]، ومن المحتمل أن يراد الأعم من المادي والمعنوي والدنيا والآخرة، وليس هذا من استعمال اللفظ في أكثر من معنى حيث أحالله بعض، بل من باب الكلي الذي له مصاديق كما لا يخفى[7]، فلا إشكال من هذه الجهة أيضاً. |
[1] سبأ: 47. [2] الإسراء: 7. [3] مستدرك الوسائل: 12/230 ب 15 ح 8. عن هداية الصدوق ص 12. [4] النجم: 39. [5] الطور: 21. [6] راجع مستدرك الوسائل: 7/459 ب22ح13. وفي البحار 96/351 ح 32. [7] استعمال اللفظ في الجامع ممكن وواقع بل كثير الوقوع، أما استعمال اللفظ في أكثر من معنى على ان يكون كل واحد منها تمام المراد فهو المحال لا غير، راجع (الأصول) للمؤلف. |