نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(وابن عمي رسول الله) (40)

إضافة (ابن العم) لدفع توهم الغافل: إن علياً (عليه السلام) أخ لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في النسب بمعنى كونهما من أب وأم، أو أحدهما، فهو يفيد أن قوله (عليه السلام): (أخي) إنما هو للإشارة إلى منتهى درجة الأخوة في الله تعالى، ولوثاقه الرابطة الروحية والمعنوية بينهما، وهذا من أكبر فضائل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأما في القرابة فهما (عليهما السلام) أبناء عمومة.

وَابِنِ عَمّي رَسُولِ اللهِ، فَقُلتُ: نَعَم ها هُوَ مَعَ وَلَدَيكَ تَحتَ الكِساءِ، فَأقبَلَ عَلِيٌّ نَحوَ الكِساءِ وَقالَ: السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ أَتَأذَنُ لي أَن أَكُونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ؟

التواجد بمحضر أولياء الله

مسألة: يستحب التواجد في محافل ومجالس أولياء الله، لما له من الآثار والثمار ـ كما سيأتي ـ.

وربما يستدل من مجموعة سياق حديث الكساء ومن بعض القرائن الداخلية والخارجية، أنهم (صلوات الله عليهم) ـ وهم على علم بذلك من قبل ـ كانوا يتتبعون الرسول (صلى الله عليه وآله) ليكونوا معه حتى تحت الكساء، نظراً للحكمة الإلهية التي اقتضت ذلك، إضافة إلى كونهم بمحضره ـ بشكل عام ـ سبب للإستفادة المعنوية والعلمية وغيرهما منه (صلى الله عليه وآله)، إذ من الواضح أن الرسول (صلى الله عليه وآله) ـ حيث ما نزل أو ذهب ـ تتنزل عليه الفيوضات الإلهية منه جل وعلا دوماً وباستمرار، ومن كان مع إنسان تتنزل عليه اللعنة ستصيبه اللعنة ولو بترشحاتها في الجملة، حسب ما قرر في قوانين الكون مما أشرنا إليه سابقاً.

نعم ليس ذلك على نحو الموجبة الكلية، بل يشترط في المحل القابلية والسنخية ولو في الجملة، مثلاً: من يقترب من المريض سيصاب بالعدوى ولو بشكل طفيف غير محسوس، ولذا ورد في الحديث: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)[1] إلى غير ذلك.

وورد في عكسه: (إذا رأيتم المؤمن صموتاً فادنوا منه فإنه يلقي الحكمة)[2]

وقد ثبت في العلم الحديث: إن لكل شيء تموجات لا مرئية حتى التفكير، مما يسبب تأثير الإنسان المقترب من صاحب الموج خيراً أو شراً، بتلك الأمواج.

أما تجاور قبر الإمام الرضا (عليه السلام) مع قبر هارون، فذلك مما لا يؤثر لا من هذا الجانب ولا من ذلك الجانب، حيث لا قابلية لهارون إطلاقاً، كي يستفيد من فيوضات الإمام الرضا (عليه السلام) كما أن الإمام الرضا (عليه السلام) في أعلى درجات المناعة والعصمة حيث لا يتأثر بمجاورة هارون إطلاقاً، ولذا قال دعبل الخزاعي:

(قبران في طوس خير الناس كلهم*** وقبر شرهم هذا من العبر)

(ما ينفع الرجس من قرب الزكي ولا***على الزكي بقرب الرجس من ضرر)

(هيهات كل امرء رهن بما كسبت***له يداه فخذ ما شئت أو فذر)[3]

[1] وسائل الشيعة: 8/431 ب 28 ح 2. ورواه الفقيه 2/184.

[2] مستدرك الوسائل: 9/18 ب 100 ح 11. ورواه في تحف العقول ص 288 ـ 296.

[3] أمالي الصدوق: 526 ح 16 ط بيروت. ورواه البحار 49/130 ح 6.