المؤلفات |
(فقال: يا فاطمة إني أشم عندك رائحة طيبة ً كأنها رائحة أخي) (39) |
التعرف على حياة المعصومين (عليهم السلام) |
مسألة: يستحب ـ وقد يجب ـ تتبع حالات المعصومين (عليهم السلام) وآثارهم وخصوصيات سيرتهم وحياتهم[1]، كما يدل على ذلك جملة من الشواهد. إن التكرار من الحسين ثم الحسن ثم علي (عليهم الصلاة والسلام) (بأني أشم عندك رائحة طيبة) يدل ـ هو ونظائره ـ على أمرين: الأول: تتبعهم (عليهم السلام) لكل الأحوال والخصوصيات حتى مثل: خصوصية وجود رائحة طيبة في البيت. الثاني: تتبعهم حال الرسول (صلى الله عليه وآله) بكل دقة، وأنه (صلى الله عليه وآله) أين يذهب؟ وأين ينزل؟ وماذا يفعل؟ وما أشبه وذلك ينفع في التأسّي به وفي تذكير الآخرين بذلك وغير ذلك. وقد ذكر المؤرخون، إن المسلمين كانوا يتتبعون حال الرسول (صلى الله عليه وآله) لحظة بلحظة ودقيقة بدقيقة، حتى أنهم لما تطرّقوا لسفر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الحج، ذكروا عدد من أردفهم خلفه وهو على الناقة، بل وذكروا إسم كل فرد ممن أردفهم، كما أنهم ذكروا أين نزل وأين صلى؟ وذكروا أنه في المكان الفلاني وجدوا حية وما أشبه ذلك من الخصوصيات الدقيقة. والحق معهم في هذا التتبع، لأنه (صلى الله عليه وآله) حجة في كل قول وفعل وتقرير، وحركة وسكون، وكلام وسكوت، وما أشبه ذلك. وقد ذكرنا جملة من هذه الأمور في كتبنا التي تتحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثل كتاب: (ولأول مرة في تاريخ العالم) وكتاب (باقة عطرة) ومثل: ما ذكرناه من أحواله في كتاب: (حكومة الرسول (صلى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين (عليه السلام). وهذا ما وصل إلينا من تاريخه (صلى الله عليه وآله) وأما ما لم يصل إلينا من أحواله (صلى الله عليه وآله) فهو كثير جداً، بل لعل ما وصل إلينا لا يبلغ حتى جزءاً من مائة جزء من أحواله الكريمة، وذلك لأن عمر بن الخطاب منع من الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) واستمر هذا المنع إلى أواخر العباسيين، وإنما رفع المنع مدة قصيرة في حكومة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وفي زمان عمر بن عبد العزيز كما لا يخفى على من راجع التواريخ. وبذلك خفي علينا الكثير من أحواله (صلى الله عليه وآله)، أما عند السنة فلمنع الحديث، وأما عند الشيعة فلإحراق الجائرين كتبهم مرة بعد مرة، ثم التقية الشديدة للظروف الحرجة التي مروا بها في قضايا مفصلة مذكورة في كتب التواريخ. ولعل ما ورد في أحوال الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) بأنه يأتي بدين جديد يشير إلى ذلك أيضاً، أي: بالإضافة إلى إحيائه السنة وإماتته البدعة فإنه يظهر (عليه الصلاة والسلام) ما خفى من أحوال الرسول وآبائه الكرام (صلوات الله عليهم أجمعين). |
[1] كتب الإمام المؤلف عن المعصومين (عليهم السلام) الكتب التالية: لأول مرة في تاريخ العالم، باقة عطرة في أحوال خاتم النبين (صلى الله عليه وآله)، هكذا حج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، تلخيص تاريخ المدينة المنورة، قادة الإسلام، موجز تاريخ الإسلام، فضائل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، الحكومة الاسلامية في عهد الإمام علي (عليه االسلام)، محمد (صلى الله عليه وآله) والقرآن، فاطمة الزهراء (عليها السلام) أفضل اسوة للنساء، ثورة الإمام الحسن (عليه السلام)، الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، الحسين (عليه السلام) اسوة، الحسين (عليه السلام) مصباح الهدى، جهاد الحسين (عليه السلام) ومصرعه، حياة الإمام السجاد (عليه السلام)، حياة الإمام الباقر (عليه السلام)، حياة الإمام الصادق (عليه السلام)، حياة الإمام الكاظم (عليه السلام) الإمام الرضا (عليه السلام) يقود الحياة، حياة الإمام الجواد (عليه السلام)، حياة الإمام الهادي (عليه السلام)، حياة الإمام العسكري (عليه السلام)، حياة الإمام الحجة (عليه السلام) وغير ذلك. |