نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(فقلت: وعليك السلام يا أبا الحسن ويا أمير المؤمنين) (38)

احترام الزوج

مسألة: يستحب وقد يجب ـ كل في مورده ـ احترام الزوج، ومن مصاديق ذلك ذكر كنيته ولقبه. فإنه كما يجب على الرجل احترام المرأة كذلك يجب على المرأة احترام الزوج، حيث إن بينهما علاقة الصداقة والمحبة والمودة، إلى جوار علاقة الزوجية، بل قبلها، قبلية معنوية لا زمانية، كما هو واضح، فإن الحياة الزوجية في منظار الإسلام تعني[1]: تعاون شخصين لبناء حياة مشتركة سعيدة روحياً وجسمياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وتربوياً وغير ذلك لهما أولاً، ثم للأولاد ثانياً، وللأسرة ثالثاً. وقد شاهدنا في أيام الإسلام في العراق ـ قبل الحرب العالمية الثانية حيث لم تطبق بعد القوانين الغربية هناك ـ كيف كانت البيوت الزوجية عامرة بأفضل المعاني الإنسانية والعاطفية والعقلية والتربوية وغير ذلك. وقد كان الطلاق نادراً جداً، حتى ان أحد العلماء المتخصصين في إجراء العقود في كربلاء المقدسة قال لي: انه طيلة أيام السنة لم يطلق إلاّ طلاقاً واحداً، بينما كان عدد سكان كربلاء زهاء: مائة ألف إنسان، وكان المتخصصون في إيقاع صيغة عقد النكاح ـ وربما الطلاق نادراً ـ ثلاثة أشخاص فقط، بينما نجد الآن وبعد شيوع المادية في بلاد الإسلام، وقوع الطلاق في مختلف البلاد بكثرة مذهلة بالإضافة إلى المنازعات والمخاصمات المنزلية الكثيرة جداً. ولهذا البحث مقام آخر[2] وانما أردنا أن نلمع إليه إلماعاً وأن المسلمين ماذا خسروا حين تركوا الإسلام وذلك ما أشار الله سبحانه وتعالى إليه بقوله: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً))[3] فإن الإعراض عن ذكر الله سبحانه يشمل كل الأحكام حتى المستحب والمكروه[4] والمباح، إذ كل حكم له فلسفته الدقيقة وإن لم يكن واجباً أو محرماً، ولذا ورد: (إن الله يحب أن يؤخذ برخصة كما يحب أن يؤخذ بعزائمه)[5].

[1] يراجع (الفقه: الآداب والسنن) للإمام المؤلف(قدس سره)، وكتاب العمرة من (بحار الأنوار) و(وسائل الشيعة) وغيرها.

[2] تحدث الإمام المؤلف عن ذلك مفصلاً في كتاب (مذكراتي) وبإيجاز في كتاب (بقايا حضارة الإسلام كما رأيت) و(لماذا تأخر المسلمون؟).

[3] طه: 124.

[4] فعل المكروه، وكذا ترك المستحب (فيما كان الترك مكروهاً) إعراض عن ذكر الله وقوانينه وما ذكر الله به.

[5] مستدرك الوسائل: 1/144 ب 23 ح 1.