المؤلفات |
(قد أذنت لك فدخل معهما
تحت الكساء) (فأقبل عند ذلك أبو الحسن علي بن أبي طالب) (36) |
استحباب التكنية |
مسألة: تستحب التكنية، كما يستحب احترام الناس بذكر كناهم، كما قالت (سلام الله عليها): (أبو الحسن). والمراد بقولها (سلام الله عليها): (فأقبل عند ذلك أبو الحسن): إما الزمان، أو الوقت، أو ما أشبه ذلك[1] أي ـ على أحد المعاني ـ حين ذلك الوقت الذي اجتمع فيه الثلاثة تحت الكساء جاء علي (عليه الصلاة والسلام). و (عند) وشبهه قد يكون زمانياً، وقد يكون مكانياً، وقد يكون معنوياً، مثل قوله سبحانه: ((وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى))[2] إذ أن الله سبحانه وتعالى لا زمان له ولا مكان، ولا إشكال من حيث اختلاف السياق الذي هو خلاف الظاهر، فيما إذا كانت هناك قرينة، كما في مثل قوله سبحانه: ((ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ))[3] حيث إن (عند) في الإنسان يكون على الأقسام الثلاثة، بينما عند الله سبحانه وتعالى ليس إلاّ معنوياً، فهو مثل قوله سبحانه: ((تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ))[4] فإن الله سبحانه وتعالى لا نفس له، وإنما جيء بكلمة نفس للسياق فقط. والفرق بين (أقبل) و (جاء) و (أتى): إن الأول دال على الإتيان مع نوع من الإقبال[5]، بخلاف (جاء)، كما أن (أتى) فيه إشراب معنى الإعطاء ولذا ورد: ((وَآتَوُا الزَّكاةَ))[6] بينما جاء وأقبل، ليس فيهما هذا الإشراب، فإن اللغة العربية ـ كما تقدمت الإشارة لذلك ـ في كل كلمة منها خصوصية لا توجد في الكلمة الأخرى، ولذا أنكر جمع من الأدباء المرادفة فيها إلاّ بالمعنى الأعم الأوسع، أي في الجملة[7]. |
[1] قد يكون المراد من أحدهما: الفترة والمقطع الزمني ـ بشكل أعم ـ ، ومن الاخر الفورية والإتصال ـ بشكل أخص ـ و(ما أشبه) يكون اشارة للحالة، بالتجريد من لحاظ الزمان. [2] الشورى: 36. [3] النحل: 96. [4] المائدة: 116. [5] والمواجهة والمقابلة. [6] البقرة: 43. [7] راجع (الأصول: مباحث الألفاظ). |