نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(فقال: وعليك السلام) (34)

إفراد الضمير وجمعه

لا يخفى إن المجيء بصيغة المفرد حيث قال: (وعليك السلام) ولم يقل: (وعليكم السلام) ـ مع أنه جائز بل مستحب، كما يستفاد من بعض الروايات ـ إنما هو لإفادة الوحدوية في هذا المقام، حتى أن الملائكة الذين يسلّم عليهم في صيغة الجمع يأتون في مرحلة ثانوية، وقد ذكر علماء البلاغة أن كلمة (انني) و (أنا) في بعض المقامات، أدل على العظيمة من كلمة: (نحن) حيث إن (أنا) يدل على التفرد، وإنه لا أحد معه ((إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي))[1] بينما قوله (نحن) يدل على أن معه آخر[2] ولذا قالوا: (نحن) في بعض المقامات أكثر تواضعاً من (أنا).

ثم إنه يقال: (عليك) و (عليكم) مع أن (على) للضرر غالباً، لبيان أنه يغمره السلام، لأن السلام المنتهى إليه كأنه يغمره من الرأس إلى القدم، ولذا ورد في القرآن الحكيم: ((رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت))[3] وإلاّ فالمراد انتهاء السلام إليه، ولذا قلنا في الفقه: انه يصح: السلام لك، وانه يجب الجواب أيضاً، وفي بعض الأدعية بالنسبة إلى الله: وإليك السلام.

[1] طه: 14.

[2] ولذا قال البعض ان قوله تعالى: ((إنا نحن نزلنا الذكر)) [الحجر: 9] كان بلحاظ الملائكة أيضاً.

[3] هود: 73.