المؤلفات |
(فدنى الحسين نحو الكساء) (وقال: السلام عليك يا جداه السلام عليك يا من اختاره الله) (32) |
تكرار السلام |
مسألة: يستحب تكرار السلام خاصة على العظيم، كما قال الحسين (عليه السلام): (السلام عليك يا جداه، السلام عليك...) وكما ورد في الزيارات: (السلام عليك يا.. السلام عليك يا.. السلام عليك يا..). فإن تكرار السلام يوجب تأكيد التحية، وتشديد أواصر الصداقة، ولذا نشاهد تكرره في الزيارات ونحوها مثل: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا خيرة الله، السلام عليك يا صفوة الله، وما أشبه ذلك. وإنما لم يسلّم الحسين (عليه لسلام) على الحسن (عليه السلام) ـ بعد السلام على جده (صلى الله عليه وآله) ـ لأنه نوع تأدب بالنسبة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولذا لم يأت بصيغة التثنية أو الجمع أيضاً، كما هو واضح في باب الآداب، فإنه إذا كان كبير في المجلس، وجاء إنسان خصص السلام بذلك الكبير، فإذا شرك معه الصغير أو جمعهما في صيغة واحدة، لم يكن بتلك المرتبة من الإحترام للكبير، ولذا يكون الإقتداء بهم (عليهم الصلاة والسلام) حتى في مثل هذه الخصوصية. ولعل وجه تقديمه (عليه الصلاة والسلام) (جداه) على (من اختاره الله) باعتبار أن كونه (جداً) سابقاً على كونه (ممن اختاره الله سبحانه وتعالى)، لأن اختيار الله وقع على الجد، لا أن الجد وقع على من اختاره، الله وليس مرادنا التقدم الزماني، بل الرتبي فإن كل واحد من كلمة قبل وكلمة بعد وكلمة مع وما أفاد معنى إحدى هذه الثلاثة قد يكون باعتبار الزمان، وقد يكون باعتبار المكان، وقد يكون باعتبار المنزلة، وقوله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه الصلاة والسلام): (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي)[1] ليس المراد به بعد مماتي لا نبي، بل: بعد نبوتي لا نبي سواء في حياتي أم مماتي |
[1] أمالي الطوسي: 253 ح 45 ط قم. الحديث مما أجمعت الأئمة والحفاظ والأعلام من الفريقين على صحته من جميع الوجوه وتوثيق سنده ورجاله كما في صحيح البخاري 2/33 وصحيح مسلم 4/187 وغيرهما ونص الحديث: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي). |