نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(وقال: السلام عليك يا أماه).

(فقلت: وعليك السلام يا ولدي ويا قرة عيني وثمرة فؤادي) (30)

تفضيل الولد الأصغر

مسألة: يستحب تقديم الأصغر على الأكبر، وتفضيله في إبراز المحبة في الجملة، ولعل لذلك أضافت (عليها السلام) للحسين (عليه السلام) كلمة: (يا ولدي).

وذلك لحاجة الأصغر إلى المزيد من العطف والحنان، ولعل في كلامها (عليها الصلاة والسلام) تنبيها على ذلك.

نعم يجب أن لا يؤدي ذلك إلى أن يشعر الأكبر، بأنه موضع ازدراء وقلة اهتمام، وإن الوالد أو الوالدة يعطيه أقل من حقه، لأن ذلك ربما أوجب عداءاً وحسداً.

وقد قال بعض: إن تفضيل يعقوب (عليه السلام) ولده يوسف (عليه السلام) على سائر إخوته كان السبب في إثارة عدائهم وحسدهم، قال سبحانه: ((لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ *إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ *اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ))[1].

لكن هذا الكلام غير تام، إن أريد به الإستشكال عليه (عليه السلام) لأن يعقوب (عليه السلام) كان يفضل يوسف (عليه السلام) لفضله وكونه نبياً وما أشبه ذلك، وهذا وإن أثار العداء إلاّ انه لا بد منه من باب الأهم والمهم، كما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينوّه بفضل علي (عليه الصلاة والسلام) مما أثار عداء وحسد جملة من الأصحاب، كما هو معروف في التاريخ.

والحاصل أن هنالك حالتين:

الحالة الأولى: أن لا يفعل الإنسان شيئاً اعتباطاً، يثير الحسد والكراهية.

والحالة الثانية: إن يقوم الإنسان ببيان الحق الواجب عليه بيانه، وإن أثار الحسد، ولذا قال سبحانه: ((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ))[2] وكان الأنبياء محسودين وكذلك الأئمة الطاهرون (عليهم الصلاة والسلام).

[1] يوسف: 7 ـ 9.

[2] النساء:54.