المؤلفات |
(فقال: وعليك السلام يا ولدي) (25) |
شمول الولد للسبط |
مسألة: ولد البنت يعتبر (ولداً) كما قال (صلى الله عليه وآله): (يا ولدي). وهذا واضح لأن من يخلق من ماء الإنسان ابتداءً أو استدامة يكون ولداً، ويكون المخلوق منه والداً، سواء بالنسبة إلى الوالدين أو إلى الأجداد والجدات. نعم بعض الأحكام الشرعية خاصة بمن يولد من الرجل لا المرأة، كباب الخمس والزكاة كما ذكرها الفقهاء في كتبهم الفقهية. ولذا ذكر جمع من الفقهاء ـ وليس بمستبعد ـ بالنسبة إلى ولد الزنا أنه ولد عقلاً وعرفاً ولغة بل وشرعاً أيضاً، وانما المخصص بعض الأحكام، كالإرث وإن كان صاحب المستند (قدس سره) وسّع في التخصيص، كما لا يخفى لمن راجعه. والشاعر الذي قال: (بنونا بنوا أبنائنا وبناتنا***بنوهنّ أبناء الرجال الأباعد) استعمل نوعاً من المغالطة، لأنه لا منافاة بين أن يكون ولد الرجل الأبعد وولده أيضاً، إذ الولد مخلوق من ماء الرجل والمرأة معاً فهو ولد لهما. وكما يشمله الولد، كذلك يشمله الذرية، كما في قصة عيسى (عليه السلام) حيث ألحقه الله بنوح (عليه السلام) من جهة أمه مريم (عليها السلام). أما شمول الخاصة والعامة والحامة، ونحو ذلك أولاد البنت، فلا غبار عليه إطلاقاً. وكما أن ولد البنت ولد، كذلك بنت الولد، ولذا فقوله سبحانه: ((وَوالِدٍ وَما وَلَدَ))[1] يشمل كليهما كما يشمل الوالدين أيضاً. مسألة: يستحب بيان أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يقول لكل من الحسن والحسين (عليهما السلام): يا ولدي، إذ في ذلك إحقاق للحق وردّ لمن زعم أن ولد البنت ليس ولداً، وذكر لإحدى فضائلهم (عليهم السلام). |
[1] البلد: 3. |