المؤلفات |
(يا قرة عيني وثمرة فؤادي) (17) |
مدح المؤمن وتوقيره |
مسألة: يستحب مدح الطرف الآخر بالحق وتوقيره، سواء في السلام أم في أثناء الكلام أم في سائر الموارد، ومنه الإشارة بالفعل وما أشبه، ولذا قالت (سلام الله عليها): (يا قرة عيني وثمرة فؤادي). ووجه هذه الكلمة: إن الإنسان الذي فقد شيئاً أو خاف محذوراً، تأخذ عينه في النظر هنا وهناك بدون استقرار، فإذا وجده أو أمن استقرت عينه، وفاقد الولد شاردة عينه فإذا جاءه الولد استقرت، فـ (قرة عيني) من القرار والاستقرار. كما أن في بعض تعابيرهم (عليهم السلام): (ثمرة فؤادي) وكأنه بمناسبة أنَّ الشجرة كما تتزين بالثمرة كذلك يتزين الإنسان بالولد، ويمكن أن تكون المناسبة غير ذلك.[1]. ومن المعلوم إن المدح يوجب قوة التجمع وتماسكه سواء في المجتمع الصغير من قبيل العائلة، أم الوسط كالقبيلة والتجمعات المهنية، أو الثقافية أو الاقتصادية أو ما أشبه، أم الكبير كاهل البلد والقطر، أم الأكبر كالأمة. لكن المدح يجب أن يكون بمقدار يطابق الواقع، وأن لا يكون فيه محذور، وإلاّ فقد قال (صلى الله عليه وآله): (احثوا في وجوه المدّاحين التراب)[2] وذلك فيما كان تملقاً أو ما كان من مصاديق مدح الظالم أو ما أشبه ذلك. وكما يستحب المدح في مورده يكره القدح ـ مع المنع من النقيض حرمة أو بدونه كراهة ـ فيما إذا انطبق عليه محرم أو مكروه. |
إظهار المحبة للأولاد والأقرباء |
مسألة: يستحب إظهار الأم المحبة لأولادها، كما في قولها (عليها السلام): (يا قرة عيني وثمرة فؤادي). وهذا ليس خاصا ًبالأم، بل كذلك حال الأب، والأولاد بالنسبة إلى الأبوين، وهكذا سائر الأقرباء، فإن إظهار المحبة نوع من الإجلال والاحترام، وهكذا حال إظهار المحبة بالنسبة إلى سائر المؤمنين. وكما يمكن إظهار المحبة بالكلام، كذلك يمكن بالكتابة والإشارة. والفرق بين (المودة) و (المحبة) إذا اجتمعا: إن (المودة) هي الظاهرة و (المحبة) هي القلبية، أما إذا افترقا فكل يشمل الآخر. |
[1] الثمرة امتداد للشجرة كماً وكيفاً وزمناً، وكذلك الولد، كما أنها علة غائية لها في الجملة، وهي بالفعل لما هو في الشجرة بالقوة. [2] بحار الأنوار: 73/294 ب 134 ح 1. عن أمالي الصدوق: 256. |