نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(فقلت: وعليك السلام) (16)

صيغ السلام المختلفة

مسألة: قد سبق أنه يجب رد السلام، وقد سبق حكم ما لو كان المسلِّم غير بالغ، ويجوز أن يجيب بأية صيغة مثل: (عليك السلام) و (عليكم السلام) و (عليكم السلامات) و (عليك السلامات) و (عليك سلام الله) و (عليكم سلام الله) وكذلك إذا قدم (السلام) على (عليك).

والظاهر أنه يكفي في كل من التسليم والرد لفظ: (السلام) فقط، ولذا قال في القرآن الحكيم: ((قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ))[1] وجعل هذا إشارة إلى أنهما سلّما بضيغة كاملة لا ظهور له إذ هو مَجاز والمجاز خلاف الأصل.

وهل يكون من السلام الصيغ الأخرى مثل: (عليك التسليم) أو: (التسليم عليك) أو: (أنا مسلم) أو يقول في جواب: أنا مسلم أو ما أ شبه ذلك؟

لا يبعد ذلك للإطلاقات وكونه تحية وداخلاً في قوله سبحانه: ((وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها))[2].

ولو لم يكن في السلام ذكر الله تعالى، لا لفظا ولا تقديراً، كما لو قال: (عليك سلام الملائكة) فهل يجب الجواب؟ لا يعلم الوجوب.

وكذلك لا يعلم الكفاية إذا قال المجيب: (عليك سلام الملائكة).

والحاصل أنه كلما عرف ولو بالملاك المطمئن به أنه داخل في السلام والجواب، أخذ به، وكلما شك فالأصل العدم.

ولربما يسأل: لماذا قدمت فاطمة (عليها الصلاة والسلام) الخبر على المبتدأ، بينما العادة جارية على تقديم المبتدأ على الخبر مثل: (السلام عليك أيها النبي) و (السلام علينا) و (السلام عليكم)؟

الجواب: لعل السبب أن تقديم (عليك) أدل على المحبوبية، كما ذكروه في علم البلاغة من أن المقام إذا كان مقام هذا أو ذاك قدم ما كان المقام مقامه.

ولا يبعد جواز تغيير (عليك) إلى سائر الصيغ التي تفيد هذا المعنى مثل: (السلام لك)، ولذا ورد في بعض السلامات: (اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يعود السلام ودارك دار السلام حَيِّنا ربّنا منك بالسّلام)[3].

والملاك هنا أيضاً، هو ما ذكرناه من الملاك الآنف وجوباً وعدماً، ولإبن العم رحمه الله[4] رسالة سلامية ذكر فيها مسألة حول السلام، لكنها لم تطبع حتى الآن.

[1] هود: 69.

[2] النساء: 86.

[3] مفاتيح الجنان: 390: أعمال جامع الكوفة ط بيروت.

[4] آية الله العظمى السيد عبد الهادي الشيرازي (قدس سره).