نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(في ليلة تمامه وكماله) (12)

مزيد البيان

مسألة: ينبغي تكثير اللفظ لمزيد البيان والفائدة، كما في قولها (عليها السلام): (تمامه وكماله) وهو من صغريات الإتقان، كما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): (إذا عمل أحدكم عملاً فليتقن)[1].

فإن القمر يقال له: البدر قبل الليلة الرابعة عشر وبعدها، حيث إنه في الثالثة عشر والخامسة عشر يرى كاملاً أيضا[2] وإن كان في الحقيقة يطرأ عليه شيء من النقص من هذا الجانب، أو من ذلك الجانب كما لا يخفى.

والظاهر أن الفرق بين التمام والكمال، إن التمام بالنسبة إلى الكم، والكمال بالنسبة إلى الكيف.

مثلاً: المائدة قد تكون تامة وليست كاملة، وقد تكون كاملة وليست تامة، أما إذا كملت وتمت من حيث الكم والكيف، تسمى تامة كاملة، وتمام القمر مثلاً بالليلة الرابعة عشرة وكماله، أن لا يكون هنالك غيم رقيق أو عجاج أو ما أشبه، يحول دون كمال نوره للناظرين، وربما كان المراد: شدة نوره، فالكمال على هذا ثبوتي وعلى ذلك إثباتي.

[1] الكافي: 3/262 ح 45.

[2] راجع لسان العرب مادة بدر حيث يقول: (والبدر القمر إذا امتلأ) و(سمي بدراً لتمامه).