نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(وصرت أنظر إليه) (10)

النظر إلى وجه الأب

مسألة: يستحب النظر إلى وجه الأب، بل وإدامة النظر إليه، والإكثار منه، لما ورد من الروايات الدالة على استحباب النظر إلى وجه الأبوين، خصوصاً إذا كان الأب كالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو كان عالماً، فقد ورد إن النظر إلى باب دار العالم عبادة ولا بعد، إذ النظر بلطف نحو ذي الكمال وما يتعلق به، يقرب الإنسان على الكمال، إذ إنه يستلزم التحنن والعطف نحو المنظور إليه وما يتعلق به[1] وله أثر وضعي أيضاً ولعله لذا ـ ولو كجزء العلّة ـ ارتد يعقوب (عليه السلام) بصيراً بسبب ثوب ولده، فإذا كان ثوب الولد كذلك، يكون باب دار العالم والمراقد المطهرة وما أشبه، بذلك الحكم أيضاً.

بل في قصة السامري: ((فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ))[2] فإذا كان تراب قدم فرس جبرائيل كذلك، أفلا يكون ما يتعلق بهم (عليهم السلام) بهذه الحيثية؟ بل وبطريق أولى لأنه خادمهم (عليهم السلام) وذلك ليس خاصاً بالنظر، بل التحسس بما أمكن من الحواس الخمس كذلك، فقد أخذت الزهراء (سلام الله عليها) حفنة من تراب القبر المطهر وأنشدت: (ماذا على من شم تربة أحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الأبيات[3].

وورد أن من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان عن الله، فقد عبد الله، وإن كان عن الشيطان، فقد عبد الشيطان، فإن الحواس الخمس بالإضافة إلى الفكر لها أحكام اقتضائية ولا اقتضائية، ولذا ورد (تفكّر ساعة خير من عبادة سنة)[4] إلى غير ذلك مما يجده المتتبع في كتب الأحاديث والأخلاق.

النظر إلى وجه المعصوم (عليه السلام)

مسألة: يستحب النظر إلى وجه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل إلى وجه مطلق المعصوم (عليه السلام).

وفي الحديث: (النظر إلى وجه علي عبادة)[5] وبحكمه: النظر إلى آثاره كخط يده أو ما أشبه ذلك، ويشهد لذلك روايات استحباب النظر للكعبة ولباب دار العالم، بطريق أولى.

[1] كما هو من مقدمات الإقتداء به، وهو نوع من التشويق على العمل الصالح.

[2] طه: 96.

[3] المناقب لابن شهر آشوب: 1/242 أولها: (قل للمغيب تحت أطباق الثرى).

[4] بحار الأنوار: 71/327 ب 80 ح 22.

[5] الوسائل: 4/854 عن مجالس ابن الشيخ ص 290 وفيه: (النظر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) عبادة).