نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(فقلت: وعليك السلام) (6)

ردّ السلام

مسألة: يجب ردّ السلام ولذا قالت: (عليك السلام)، والفعل وإن كان أعم إلاّ إن استفادة الوجوب إنما هي من الأدلة الأخرى.

 

(قال: إني أجد في بدني ضعفاً)

الإخبار عن الحالة الجسدية والنفسية

مسألة: يجوز التشكي والإخبار عن الحالة الجسدية والنفسية، ويرجح إن كان لفائدة، كالتعليم أو دفع التوهم أو شبه ذلك، حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إني أجد في بدني ضعفاً)، أما النفسية فبالملاك.

إشكال في جواز الإخبار، وربما يقال بالإستحباب لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أسوة، والمنصرف من مثله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه يأتي بالراجح.

ويؤيده ما ورد من أن الشكاية إلى الله سبحانه[1] وبذلك يقيد ما ورد من كراهة التشكي[2]. ولعل قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (في بدني) لدفع توهم أنه في النفس تألما مما يقوم به المشركون والأعداء، فيكون المراد به ما أراد إبراهيم (عليه السلام) حيث قال: ((إني سقيم))[3] ـ على إشكال ـ أو أنه في قبال الضعف في جزء من الجسد كالعين والأذن وما أشبه.

ويحتمل أن قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إني أجد...) كان تمهيداً لأمره بإتيانها بالكساء إليه، وكأنه لدفع توهم من إنسان ـ غيرها (عليها السلام) ـ إنه لماذا يريد المنام في النهار، وإذا كان كذلك كان دليلاً على رجحان دفع التوهم (ورحم الله من جب الغيبة عن نفسه).

ويؤيده ما روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كان يتكلم مع زوجة من زوجاته في الطريق فلما مر بهما إنسان، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) له: يا فلان هذه زوجتي فلانة ـ دفعاً لتوهمه ـ.

فقال الصحابي: أو منك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ يريد أنه لا يتوهم عن مثله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ.

فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (نعم، إن إبليس عدو الله... يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق)[4].

ولا يخفى إن قول إبراهيم (عليه السلام): ((إِنِّي سَقِيمٌ))[5] لم يرد به المرض، حتى يكون خلاف الواقع، بل أراد سقم النفس من كفرهم وشركهم، كما هو كذلك في كل متدين في مجتمع غير ديني.

[1] راجع الوافي: 3/164 ب 171 ح 1.

[2] راجع بحار النوار: 13/ 348 ح 35.

[3] الصافات: 89.

[4] تفسير العياشي: 1/309 ح 78 ط طهران. وفيه آخر الحديث فقط.

[5] الصافات: 89.