دعوة أممية إلى وقف "الدائرة المروعة" للتصعيد في الشرق الأوسط أزمات ومآس تحاصر أكثر من مليون لبناني
موقع الإمام الشيرازي
في اجتماع مجلس الأمن الدولي الدولي، حول الأوضاع في الشرق الأوسط، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الحرائق المشتعلة في الشرق الأوسط تتحول بسرعة إلى جحيم، مؤكدا على ضرورة وقف هذه الدورة القاتلة من العنف المتبادل. وفي إحاطته لمجلس الأمن الدولي، قال الأمين العام "قبل أسبوع واحد بالضبط، أطلعتُ مجلس الأمن على الوضع المقلق في لبنان. ومنذ ذلك الحين، ساءت الأمور كثيرا". ونبه إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت تصعيدا دراماتيكيا "إلى الحد الذي يجعلني أتساءل عما تبقى من الإطار الذي أنشأه هذا المجلس بالقرار 1701". وشدد غوتيريش على أن "المدنيين يدفعون ثمنا باهظا. وأنا أدين ذلك بشدة". وأشار إلى أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قُتِل أكثر من 1700 شخص في لبنان، بما في ذلك أكثر من 100 طفل و194 امرأة، وتأكد نزوح أكثر من 346 ألف شخص من منازلهم، وتشير تقديرات الحكومة إلى أن هذا العدد يصل إلى مليون شخص. وأضاف أنه منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، أسفرت هجمات حزب الله على إسرائيل عن مقتل 49 شخصا، مع نزوح أكثر من 60 ألف شخص من منازلهم. وشدد غوتيريش على أن حفظة السلام التابعين لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (الـيونيفيل) يظلون في مواقعهم، ولا يزال علم الأمم المتحدة يرفرف على الرغم من طلب إسرائيل نقل قواتها. وأضاف أنه حان الوقت لوقف الأعمال العدائية في لبنان، والعمل الحقيقي نحو التنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن 1559 و1701، وتمهيد الطريق للجهود الدبلوماسية من أجل السلام المستدام. وقال غوتيريش: "حان الوقت لوقف هذه الدورة المروعة من التصعيد تلو التصعيد والتي تقود شعوب الشرق الأوسط إلى الهاوية. لقد كان كل تصعيد بمثابة ذريعة للتصعيد التالي". وشدد على أن "الوقت ينفد"، مؤكدا أنه "لا ينبغي لنا أبدا أن نغفل عن الخسائر الهائلة التي يلحقها هذا الصراع المتنامي بالمدنيين". في السياق، ناشد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جميع الدول، بما في ذلك أعضاء مجلس الأمن، التصرف بحزم لمنع نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط مع ما قد يؤدي إليه من عواقب مدمرة على المدنيين. وفي بيان صحفي، شدد المفوض السامي فولكر تورك على ضرورة أن تستخدم هذه الدول أصواتها ونفوذها لجلب الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات من أجل إنهاء العنف. ودعا المسؤول الأممي إلى الاحتكام إلى العقل، مشددا على ضرورة أن يسود السلام. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أدان أمس اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، في ظل التصعيد تلو الآخر. وشدد على ضرورة أن يتوقف ذلك، مؤكدا الحاجة الماسة إلى وقف إطلاق النار. من جهته، أعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن قلقه البالغ إزاء سلامة ورفاه 520 ألف امرأة وفتاة تأثرن بتصاعد حدة الصراع في لبنان منذ 27 أيلول/سبتمبر، من بينهن أكثر من 11 ألف امرأة حامل بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية وخدمات أساسية أخرى. وبحسب السلطات اللبنانية هناك أكثر من مليون شخص اضطروا إلى الفرار من منازلهم وترك العديد منهم كل شيء وراءهم، من بينهم حوالي 155 ألفا لجأوا إلى مراكز الإيواء الجماعية المكتظة. وفي هذا السياق، قالت ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية إن العنف المتزايد ونزوح المدنيين في لبنان "أمر مفجع". وأكدت أن انقطاع الخدمات الصحية الأساسية المنقذة للحياة للنساء والفتيات "أمر مقلق للغاية وأن الحاجة إلى توفير الحماية مطلب ملح ومسألة حياة أو موت، بما في ذلك بالنسبة لموظفي الأمم المتحدة".
1/ ربيع الثاني/1446هـ |