ماذا بعد زلزال المغرب؟ هل تحمل الأيام أخطر؟


 

 

موقع الإمام الشيرازي

 

كتب العضو المراقب البيئي عن الأمم المتحدة ورئيس جمعية "غرين غلوب" سمير سكاف عن تداعيات الزلزال الذي وقع في المملكة المغربية وقد بلغت الخسائر أكثر من ثلاثة ألاف قتيل وآلاف المصابين، في الوقت تهدمت مدن وقرى بالكامل.

استهل سكاف مقاله متسائلاً؛ ماذا بعد تحرك جبال الأطلس الزلزالي بشكل مفاجئ والذي أدى إلى سقوط أكثر من ألفي ضحية حتى الآن؟ هل يخفي هذا الزلزال نشاطاً زلزالياً أكبر وأكثر خطورة؟

وبيَّن قائلاً أنه في الواقع، يكشف زلزال المغرب عن احتمالات زلازل كبيرة في المنطقة، وإن كان لا يمكن توقع زمان ومكان حدوثها مع تأثير الصفائح التكتونية الأفريقية والإيروآسيوية والتي تأخذ اتجاهاتها جنوباً من محيط جبل طارق. فزلازل المغرب، باستثناء زلزال أغادير 1960 محدودة الأضرار، لكون زلازل المغرب "المتوسطية" و"الأطلسية" تضرب بقوة كبيرة، أكبر من زلازل الأطلس.

وأضاف: المفاجأة كانت بالقوة التي تحرك بها زلزال جبال الأطلس، والذي تخطى حده الأقصى بدرجة 5.5 (المعتادة) على مقياس ريختر وبلغ 6.8 ريختر.علماً أن هذه القوة تسببت بتدمير منازل من طين، ولكنها لم ولا تتسبب بأضرار كبيرة في مدن ذات أبنية حديثة مدروسة لمقاومة الزلازل حتى 7.5 ريختر أو أكثر. لذلك، نجد أن معظم المدن الكبرى في المغرب لم تتأثر كثيراً بالزلزال وكانت أضرارها محدودة، حتى مراكش نفسها التي تبعد 80 كيلومتراً فقط عن مركز الزلزال تعتبر أضرارها طفيفة نسبياً! زلزال الأطلس هو إنذار مبكر للمغرب ولشمال أفريقيا لجهة أنها ليست بمنأى عن الزلازل الكبرى!

وقال: من المفيد التذكير أنه مع كل زلزال مدمر، تبقى الهزات الارتدادية مخيفة ولزمن قد يطول. وإن كان المتعارف عليه أن الهزات الارتدادية تكون أقل قوة من الزلزال الأساسي وتتراجع مع الوقت.

واستطرد قائلاً لا شك أن عنصر الوقت للزلزال، خصوصًا في مركزه، والذي يتراوح بالاجمال ما بين 15 و 60 ثانية يؤثر كثيراً في زيادة الأضرار مع طول المدة. وإن الزلازل الكبرى أي ما فوق 7.5 الى 8 ريختر هي مدمرة جداً. وبالتأكيد فإن المنشآت التي بناها الانسان يصعب أن تقاوم أي زلزال بدرجة 9 ريختر وما فوق.

27/ صفر/1445هـ