مؤشر الحرية العالمي 2023 .. تراجع الديمقراطية عالمياً والحرية عربياً وإسلامياً


 

 

موقع الإمام الشيرازي

 

أصدرت منظمة بيت الحرية (Freedom House) تقريرها السنوي "حرية العالم" لمؤشر الحرية العالمي لعام 2023، الذي يُقيّم درجة الحريات السياسية والحريات المدنية في 210 دولة، في الفترة من 1 يناير/كانون الثاني 2022 إلى 31 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وكشف التقرير البلدان التي احتلت المراكز العشرة الأولى بالترتيب هي سويسرا ونيوزيلندا وإستونيا والدنمارك وأيرلندا والسويد وأيسلندا، وفنلندا، وهولندا، ولوكسمبورغ. أما البلدان الخمسة الأدنى فهي بالترتيب التنازلي هي مصر وإيران، وفنزويلا، واليمن، وسوريا.

وخلص التقرير إلى أن الديمقراطية تراجعت في جميع أنحاء العالم للعام السابع عشر على التوالي، لافتا إلى تراجع في مستوى الحريات بالدول العربية، مبيناً أن الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب بفظائع مدمرة لحقوق الإنسان.

وتستند المنظمة في تقييم الحرية في العالم إلى فرضية أن هذه المعايير تنطبق على جميع الدول والأقاليم، بصرف النظر عن الموقع الجغرافي والعرقي أو التكوين الديني أو مستوى التنمية الاقتصادية.

في الوقت نفسه، يُقيّم تقرير "الحرية في العالم" الحقوق والحريات الواقعية التي يتمتع بها الأفراد، وليس أداء الحكومات أو الحكومات في حد ذاتها. يمكن أن تتأثر الحقوق السياسية والحريات المدنية بكل من الجهات الحكومية وغير الحكومية، بما في ذلك المتمردين والجماعات المسلحة الأخرى.

وفي الوقت الذي عرض التقرير أن عام 2022، انطوى على بعض الأسباب التي تدعو للتفاؤل، حيث أن دولاً مثل كولومبيا وكينيا وماليزيا شهدت انتقالاً سلمياً للسلطة بعد انتخابات مثيرة للجدل، وتخفيف الكثير من الدول الإجراءات الصارمة التي كانت اتخذتها ضد حرية التعبير والتجمع أثناء جائحة كورونا، فقد استمر التراجع المقلق في حرية الصحافة بالعالم، وشهدت مناطق غرب إفريقيا عدة انقلابات، كما سعى قادة بعض الدول، مثل بيرو وتونس، إلى الاستيلاء على السلطة، وإن تباين مقدار نجاحهم في ذلك.

وذهب الباحثون في التقرير إلى أن العام الماضي وإن شهد انتكاسات عديدة، "فقد تخللته أيضاً علامات على أن الركود الطويل الذي مرَّت به الحرية في العالم ربما يوشك على نهايته".فيما قسَّم التقرير الدولَ على أساس الحقوق السياسية والمدنية لمواطنيها، ويصنفها إلى "حرة" أو "حرة جزئياً" أو "غير حرة".

وقد تراجعت درجات 35 دولة على مقياس الحقوق السياسية والمدنية، وتحسنت 34 دولة.

وقالت المنظمة إن هذا أضيق فارق بين الاتجاهين، منذ بدأت موجة تدهور الديمقراطية بالعالم في عام 2005.

وحصلت كل من فنلندا والنرويج والسويد على درجات ممتازة، أما أقل البلدان والمناطق حرية فكانت كوريا الشمالية وإريتريا وتركمانستان وجنوب السودان وسوريا والتبت.فيما صنَّف التقرير الأحوال في الصين والسعودية من بين "الأشد سوءاً".

وفيما يتعلق بترتيب الدول العربية، جاءت تونس الأولى عربيا بـ56 نقطة، تلتها لبنان وجزر القمر بـ43 و42 نقطة على التوالي.بينما جاءت الكويت في المرتبة الرابعة عربيا والأولى خليجيا 37 نقطة، وهي ذات النقاط التي حصدها المغرب.

وجاءت موريتانيا في المرتبة السادسة عربيا بـ36 نقطة، لتكون آخر الدول في مؤشر "حرة جزئيا".بينما جاء الأردن في المرتبة السابعة عربيا بـ35 نقطة، تلاها الجزائر بـ32 نقطة، والعراق بـ29 نقطة.

وجاءت قطر في المرتبة اللاحقة بـ25 نقطة، ثم قطر وعمان بـ24 نقطة، وفلسطين بـ22 نقطة، ومصر والإمارات بـ18 نقطة.ثم جاءت البحرين بـ12 نقطة، ثم ليبيا والسودان بـ10 نقاط، واليمن بـ9 نقاط، والسعودية والصومال بـ8 نقاط.

بينما احتلت سوريا المركز الأخير في المؤشر الذي يقر بانعدام الحرية، ليصل مجموع النقاط الذي أحرزته وفقًا للمؤشر إلى نقطة واحدة فقط.

يُذكر أن فريدم هاوس هي منظمة غير حكومية دولية مقرها واشنطن تقوم بعمل أبحاث في مجال الديموقراطية، الحرية السياسية وحقوق الانسان. وتقوم المنظمة بنشر تقرير سنوي لتقييم الحريات الديموقراطية المتصورة في كل بلد، ويستخدم هذا التقرير في أبحاث العلوم السياسية.

21/ شعبان/1444هـ