كلمات من أجل حياة أفضل (1)


من كتابات ومحاضرات

المرجع الديني الراحل، المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي(قده)

 

 

موقع الإمام الشيرازي

 

   إن الدنيا دار أسباب ومسببات، ولا يمكن الحصول على المكاسب المادية والمعنوية التي أودعها الله تعالى في الحياة الدنيا، دون تهيئة الأسباب الموصلة إليها، ومن أهم الأسباب العلم والعمل معاً.

*    إن بعض الناس يعتقدون بأنهم متقدمون في هذا المجال أو ذاك، وحين تنكشف الحقيقة لهم بأنهم مقصرون في أداء الواجب يلقون باللوم على آخرين، في حين أنهم جزءٌ لا يتجزأ من أولئك المتأخرين.

*    الإنسان المنزوي يضر نفسه، ويحرم الناس من فوائد وجوده، فهو لا ينفع ولا يُنتفع به أو منه، فيكون أسوأ من الشجر بلا ثمر، إذ ينتفع منه في المنظر، والجمال، والظل، والحطب، وغيرها من الانتفاعات، ولا ينتفع من المنزوي في شيء.

*    يجب علينا أن نتعامل مع متطلبات العصر بحسب التقدم والتطور؛ لأننا لا يمكن أن نساوي بين أنوار الشمع التي كان يستخدمها الناس في ماضي الأيام مع أنوار مصابيح الكهرباء في عصر التقدم والتطور هذا، والذي لا يدرك ذلك يكون قد شارك في صب المصائب على المسلمين.

*    لكل مقصد يريده الإنسان زوايا إيجابيةٌ، وأخرى سلبيةٌ، ومن دأب العاملين أن ينظروا إلى الأمور من زواياها الإيجابية، كما أن من شأن السلبيين أن ينظروا إليها من زواياها السلبية.

*    إذا رأيت شخصاً يأتي بألف دليل ودليل على أن الموت خيرٌ من الحياة، فاعلم بأنه لم يفهم معنى الحياة.

*    الدنيا دار اختبار واختيار، لذا يمد الله تعالى كلا الفريقين: أهل الحق، وأهل الباطل، بالأسباب والوسائل، وبالحول والطول، وذلك ليري الله تعالى الناس أنفسهم؛ المخلص منهم من المرائي، والمحق من المبطل، وليوقفهم على مدى قدر أنفسهم، ويُعرّفهم مبلغ استحقاقهم من الأجر والثواب أو العذاب والعقاب.

*    من الأمور المهمة على العالِم أن يرى نفسه دائماً مقصراً، أمام الله وأمام خدمة الإسلام والمسلمين، فإن نقد النفس ورؤية الإنسان نفسه مقصراً، من أكبر حوافز التقدم وإصلاح الأخطاء، والاستعداد للمشاورة مع الناس وتقبل آرائهم.

*    بما أنه لا يمكن الرجوع إلى كافة مناهج الإسلام وتعاليمه مرةً واحدةً ودفعةً واحدةً، فاللازم العودة تدريجياً، حتى لا يختل النظام ولا تحدث فجواتٌ أو زلازلٌ تهز الدولة وتفرق صفوف المجتمع، والتدرج في التغيير ليس هو مما يقتضيه العقل ويسير عليه العقلاء فحسب، بل هو مما انتهجه الإسلام أيضاً في أول ظهوره.

*    إن الأسلوب السليم للمعارضة هو ألا يقف إنسان ضد آخر لشخصه بما هو هو، أو ضد صاحب قرار بعينه؛ لكن عليه أن يقف ضد الخطأ لتصحيحه أو الباطل لرده وذلك بأسلوب بعيد عن التشنج والعنف؛ كاستعمال العبارات الاستفزازية، والأساليب الاستعراضية، والألفاظ الشرسة إلى غير ذلك مما نجده اليوم في كثير من البلاد التي تسمى بالعالم الثالث.

*    المخلصون وحدهم الذين يستشعرون المتعة واللذة حين يستمعون للمواعظ، وتراهم ينصتون إليها خاشعين، ولا يعدلون بها أي شيء آخر، فإن العمل الخالص وإن قل إلا أنه ينمو ويثمر.

*    كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يؤكد بقوله وفعله وتقريره على حرية الفكر والعقيدة، فكان يكرم وفود المشركين، ويسعى في دعوتهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان يجادلهم بالتي هي أحسن.

 

10/ ذو الحجة/1440هـ