![]() |
![]() |
يوم شهادة النبي الخاتم يوم كسائر الأيام |
موقع الإمام الشيرازي تحتفي الأمم الحية بعظمائها من القادة والعلماء والمصلحين فتحيي أمرهم، وتستحضر أعمالهم وأقوالهم، وتحفظ ذكراهم وآثارهم، وتستذكر ولاداتهم ووفياتهم، وتتأمل بأفكارهم في الإيمان والإنسان والحياة، وتسعى الأمم والشعوب – من خلال ذلك – الى استلهام قيم عظمائها واستكمال تحقيق أهدافهم لذلك فإن استحضار الأمة لأيام محمد وآل محمد صلوات الله عليهم فعل إنساني يؤكد نبل الأمة وصدق وفائها كما إنه عمل يحفز وعي الأجيال ويستنهض هممها للإرتقاء بواقع الأمة أخلاقياً وعلمياً وحضارياً انطلاقاً مما وصل إليه الأجداد والآباء مستثمرين الخزين المعرفي والثقافي الذي ينسجم مع الحاضر ويتناغم مع المستقبل. لقد كرم الله تعالى أمة الإسلام بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله الذي أرسل رحمة للعالمين حيث قال الله: "لقد كانَ لكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ"، وقد دعا صلى الله عليه وآله الى التوحيد والعدل، وترسيخ مكارم الأخلاق والتعاون على البر والتقوى، وأكد – قولاً وفعلاً - الجنوح الى السلم ونبذ العنف والحفاظ على أمن الناس والنظام العام، والحرص على فضيلة المجتمع وتأمين رفاهه. ولم تكن رحلة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في التغيير والإصلاح والبناء مفروشة بالورود بل كانت رحلة شاقة وأليمة وقاسية حتى قال صلى الله عليه وآله: "ما أوذي نبي مثلما أوذيت". إن الغريب أن يتواصل الأذى برسول الله صلى الله عليه وآله الى يومنا هذا فهناك مَنْ يقتل الأبرياء باسم الإسلام! ومّنْ يفتي بأحكام ما أنزل الله بها من سلطان! ومَنْ يحرم البكاء على الحسين (ع) ويعده شركاً بينما هو يعبد هواه ويتعبد بجهله! ومَنْ يرى في بعض الشعائر الحسينية تطرفاً وكأنهم لم يسمعوا عن الإمام الحسن سلام الله عليه قوله لأخيه الحسين سلام الله عليه: "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله"! وكأنهم لم يعرفوا بأن رسول الله صلى الله عليه وآله أول من بكى الحسين من أمة المسلمين التي - ما زالت - تؤذي نبيها بتجافيها عن الاحتفاء بفاجعة استشهاده صلى الله عليه وآله في الثامن والعشرين من شهر صفر وكأن اليوم الذي رحل فيه الرسول الأعظم الى الرفيق الأعلى يوم كسائر الأيام، فـ"إِنّا للّهِ وَإِنّـآ إِلَيْهِ رَاجِعون". 27/صفر/ 1433 |