![]() |
![]() |
البقيع .. أوان التغيير |
يقول الفقيه السعيد السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره): "إن من الجفاء للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) أن تمر ذكرى هدم أضرحة البقيع المقدسة دون أن نتوقف عندها ونذكر بها وبالمسؤولية الملقاة على عاتق المسلمين في هذا المجال، فهدم هذه المراقد المطهرة جريمة بكل المقاييس، وهي جريمة تحمل طابع التناقض مع ذاتها أولاً، ومع القيم الدينية ثانياً، ومع الحالة الحضارية ثالثاً، ومع واقع الأمة الإسلامية وتاريخها رابعاً. فإذا كان هدم القبور واجباً شرعياً، فلماذا هدمت بعضها دون بعضها الآخر؟ وإذا كانت الأبنية عليها بدعة وحراماً شرعاً، فلماذا نرى مرقد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ما يزال مشيّداً ولم يؤمر بهدمه إلى الآن؟ ولا نظن القوم يعملون بالتقية في هذا المجال، لأنهم ينكرونها ويقولون إنه لا تقية إلا مع الكفار؟ أم تراهم يكفّرون كل المسلمين، وليس ذلك ببعيد عنهم!". ويضيف (قدس سره): "لقد كانت المراقد موجودة في مكة المكرّمة والمدينة المنورة حتى في أيام حكم الرسول (صلى الله عليه وآله) ولم نسمع أنه أمر بهدمها أو نهى عن زيارتها، بل عدّت جزءاً من الشعائر المهمة، ففي مكة قبر لهاجر زوجة النبي إبراهيم (عليه السلام) وكذلك قبر ابنه اسماعيل (عليه السلام)، وفوقه بناء وهو المسمّى اليوم بحجر اسماعيل، وهكذا قبور كثير من الأنبياء (عليه السلام). لم يأمر النبي (صلى الله عليه وآله) ولا الذين جاؤوا من بعده بهدم أيّ من تلك القبور. ولا يقتصر وجود المراقد المطهّرة عند المسلمين على الحجاز، بل هي موجودة في أكثر أقطارهم، وهذا هو واقع الأمة وتاريخها الممتد لأكثر من ألف عام!". السؤال: مع بقاء أضرحة البقيع مهدمة الى متى سيكتفي الشيعة بإقامة مجالس الندب ويصدرون بيانات الشجب, والبقيع ما زالت مهدمة وحوادث الاعتداء على الأضرحة متواصلة وأعمال قتل الزائرين لها مستمرة؟!. ولكي لا يكون احتفاؤنا هذا العام بـ(قضية البقيع) شكلياً لابد من التفكير بخطوات واقعية تعطي نتائج على الأرض فهذا عصر الحريات، وهذا أوان التغيير، ولا مهرب ولا ملجأ لمن ينتهك قوانين العقل وحقوق الإنسان. |