![]() |
![]() |
كتابات (53): حبنا لـ (علي) ليس كمثله حب |
موقع الإمام الشيرازي عديدة هي المناقب التي تميز أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه بها وتفرد، وقد أشار الى ذلك ابن عباس حيث قال: "كانت لـ علي ثماني عشرة منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة". والشهادات الأعظم جاءت من الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في مئات أحاديثه الشريفة ومنها: "إن وصيي وخليفتي وخير من أترك بعدي ينجز موعدي ويقضي ديني علي بن أبي طالب"، وهو ما خصه صلى الله عليه وآله بـ"علي" دون غيره. ومن الذي حفلت به حياة "علي" وتاريخه حب الناس له، فمنذ أن أشرق الإسلام وبزغ معه (فجر علي) من وسط (الكعبة المشرفة) يسجل التاريخ صوراً نادرة في حب (علي)، حب يسمو المحب به فيضحي بماله وأهله ونفسه إكراماً لـ(علي)، دون أن يبارح المحب شعور بالتقصير لإيمانه بأن "علياً" لا يدرك بعض حقه، فهو كما قال عنه صلى الله عليه وآله: "يا علي لا يعرفك إلا الله وأنـا". الأديب واللغوي ابن السكيت اصطفاه المتوكل العباسي لتعليم ولديه، وحينما بدا حب "علي" على ولدي الخليفة سأله المتوكل: "أيما أحب إليك ولدي المعتز والمؤيد أم الحسن والحسين؟". أجابه: "قنبر وهو غلام علي أحب إلي منك ومن ولديك هذين"!. فأمر مَنْ يسمى بـ(خليفة المسلمين) جلاديه بقطع لسان العالم ابن السكيت. (شهيد رجب) ابن السكيت لم ير "علياً" وحبه كان مرادفاً لحب ذلك السارق الذي أمر (علي) بقطع يده وحينما سُئل: مَنْ قطع يدك؟ قال: مَنْ "لو قَطَّعني إرْبـاً إرْبـاً ما ازْدَدْتُ لـهُ إِلا حُبـاً". فالذين أحبوا علياً أحبوه وإنْ كان حبه مآله النفي أو القتل، فحبهم لـ(علي) يتجاوز المشاعر والعواطف والخواطر، فهو حب له ميزته وفردانيته، وهو ما يجسد قول (علي): "لو ضربت المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني، وذلك أنه قضي فانقضى على لسان النبي الأمي الذي قال: يا علي لا يبغضك مؤمن، ولا يحبك منافق".. إن حبنا لـ (علي) ليس كمثله حب، فلم تجتثه طواغيت ولا عتاة تكفير، ولن تثلم سيوف ذباحين منه ثلمة. 15/رجب/1432 |