كتابات أكثر وضوحاً (39): أردوغان تحت المطر يحيي عاشوراء

                                                                                                                             مقال لـ حسين اليوسف

  

موقع الإمـــــام الشيرازي

14/ محرم الحرام/ 1432

في خطوة غير مسبوقة في تاريخنا الحديث لم يكتف رئيس الوزراء التركي "السني" رجب طيب أردوغان بالحضور الجسدي مع الحشود الجعفرية التركية في إسطنبول وهي تحيي ذكرى يوم عاشوراء الحسين في اليوم العاشر من محرم لساعات من النهار حتى الظهيرة بالخطب والأشعار الرثائية والسيرة الكربلائية الدامية.

بل من خلف منصة مكشوفة وتحت هطول المطر وقف مخاطباً الجماهير الغفيرة ليؤكد على مظلومية الإمام الحسين داعياً الأمة لنبذ خلافاتها والتطلع إلى مستقبل أفضل، والإعلام الإسلامي ينقله على الهواء مباشرة باستثناء "الإعلام العربي".

وفيما أكد "أردوغان" أن يزيداً قتل الحسين بغية أهداف سياسية وعلينا تصحيح هذا المسار وعلى العالم الإسلامي أجمع أن يتخذ من عاشوراء نقطة انطلاق ويوماً عالمياً لتوحيد الأمة الإسلامية في العالم أجمع.

كما أشار إلى تعميق اللحمة الوطنية متخذاً قراراً بتنقية المناهج الدراسية في تركيا التي تزرع الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد مشيراً "نحن في تركيا نعمل على الوحدة الوطنية بغض النظر عن الطوائف وانتماءاتها".

إن حزب العدالة حزباً سنياً وهو الحاكم في تركيا أدرك مؤخراً أن ازدهار تركيا لا يتحقق إلا باللحمة الوطنية، فابتدأ مصالحاً للأكراد وهاهو اليوم يقف مع الحشود ليحيي مراسم عاشوراء مع الطائفة الجعفرية.

كم هي خطوة جميلة أقدم عليها هذا الرئيس التركي تحلم بها شعوب الوطن العربي وبالأخص السعوديون الذين هم بحاجة إلى مثل هذه الخطوة التي تقرب بين أبناء الوطن الواحد، ولا نتطلع منهم النزول إلى الشارع بقدر ما نطلب منهم تنقية المناهج الدراسية التي تدأب على تكفيرنا نحن الشيعة والإعتراف بالطائفة التي تشكل 25% من سكان المنطقة والكف عن المضايقات الطائفية في ممارسة شعائرهم الدينية، وإنصافهم في العيش الكريم وأن لايُعتبروا من الدرجة الثانية.

المسار