كتابات أكثر وضوحاً (37): الدين الوظيفة والتوظيف .. الإسلام نموذجاً

 من مقال لـ محمد بن علي المحمود

 

موقع الإمــام الشيرازي

22/ ذو الحجـة/ 1431

مع كل ما حدث من توظيف للإسلام عبر تاريخه الطويل، مما أدى إلى تحجيم وظيفته كدين، فإن استغلاله اليوم أصبح استغلالاً علنياً إلى أبعد الحدود نعم، قد لا يكون التحوير الذي سيخلفه هذا الاستغلال بحجم ما حدث في التاريخ من تحوير، وذلك لأسباب كثيرة، لكن، يبقى أن صراحة هذا الاستغلال، وما يحمله من استغفال، وتقبل كثيرين لما يجري رغم وضوح وانكشاف عملية الاستغلال، فضلاً عن دعمه من قبل بعضهم، كلّ ذلك سيجعله أشد خطراً، لا على الإسلام ذاته، بل على المسلمين المستهلكين لخطاب الاستغلال.

اليوم، أصبح الإسلام وشعاراته ورقة مربحة أكثر من أي ورقة أخرى، ولم يعد الفاعل السياسي هو الفاعل الوحيد، بل ولا الفاعل الأبرز الذي يمارس التوظيف. لقد تم وضع الإسلام كبضاعة تجارية رابحة؛ فأصبحت البضائع والخدمات، فضلاً عن الوسائط الإعلامية، تربح باسم الإسلام، وعلى حساب الإسلام. ولاشك أن هذا ينقل الإسلام من وضعه المفترض كدين فاعل مُوجّه للضمير العام، إلى مجرد أوراق مالية مضمونة، يجري التلاعب فيها بلغة التجار. وهذا الفعل لا يفتك بالدين فحسب، وإنما يفتك أيضاً بوعي أتباعه من المسلمين الذين يقعون فريسة لهذا الاستغلال والاستغفال.

صحيفة الرياض