كتابات أكثر وضوحاً (36): كلنا إرهابيون!

 من مقالة لـ شاكر النابلسي

 

موقع الإمــام الشيرازي

1/ ذو الحجـة/ 1431

مَنْ منَّا مَنْ حمل السلاح، واتجه إلى العراق، وأفغانستان، والباكستان لـ"جهاد" الكفَّار هناك، دفاعاً عن دولة "خلافة" طالبان "الإسلامية"، وإعادةً لسلطتها في أفغانستان!

ومِنْ منَّا مَنْ حمل السيف في غمده، ووضع القرآن الكريم في جيبه، وذهب للتدرب على القتل والتفجير، استعداداً للدخول إلى العراق لـ "جهاد" الكفار هناك!

ومِنْ منَّا مَنْ أرسل ملايين الدولارات، تبرعات سنوية، ومن "زكاة" الفطر، وزكاته السنوية، لدعم "المجاهدين" في أفغانستان، والباكستان، واليمن، وكذلك في العراق!

ومِنْ منَّا مَنْ أقام فضائية دينية للدعوة لـ "لجهاد"، وكشف عيوب الغرب الكثيرة، وفضح "الصليبية الجديدة"، ومحاربتها!

ومِنْ منَّا مَنْ تصدى بكل أسلحته الدينية السلفية والأصولية، لكل حركات الإصلاح، والانفتاح، والعقلانية، ومحاولة العيش في رحاب العصر الحديث، وليس في ظلام العصور السالفة!

ومَنْ مِنَ أنظمتنا، مَنْ لا يمارس الإرهاب على مواطنيه، بواسطة الأجهزة البوليسية المختلفة؟!

ومِنْ منَّا مَنْ لم يناصر بالنظر، أو بالسمع، أو بالقول، أو بالفعل، أو بالسكوت، كل فعل إرهابي يتمُّ في الشرق أو في الغرب. ويقول في سره:

(خلّيهم)، علينا وعلى أعدائنا يا.. رب؟! 

وأخيراً، ليس كل هذا هو المهم! فلا فتحَ، ولا جديدَ فيما نقوله اليوم! فتاريخنا العربي الدموي الممتد، ليس بغريب عليه ما يجري الآن!

المُهم، أن لا رجلَ دين، أو فقيهاً، أو داعيةً، أو إماماً، أو متنطعاً، أو مهووساً دينياً، كفَّر هؤلاء الإرهابيين، أو قيادتهم، أو شيوخهم. بل أُطلق عليهم من الصفات التقديسية، والتبجيلية، والتبريكية، والمشيخية، ما لم يَرقَ إليه الصحابة، والعشرة المبشرون بالجنة!

في حين أننا لا نتوانى عن تكفير كل همسة، أو لمسة، أو غمزة، أو (نخزة) موجعة، أو مضحكة، لا تناسب هوانا، ولا تروق لنا، وإخراج صاحبها من الملَّة والحِلَّة!

فمِنْ منَّا لم يكن إرهابياً؟!

إيلاف