![]() |
![]() |
كتابات أكثر وضوحاً (33): في شهادة الإمام الصادق.. تناقض وتساؤل |
|
موقع الإمــام الشيرازي 24/شــــــــوال/1431 في كتابه الذي صدر حديثاً يستطلع سماحة آية الله السيد مرتضى الحسيني الشيرازي (دامت بركاته) ما صرَّح به كبار علماء غير الشيعة في مكانة الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) العلمية والفقهية والعبادية وغيرها. وجاء في جانب من الاستطلاع في كتاب: "لماذا لم يُصرَح باسم الإمام علي (سلام الله عليه) في القرآن الكريم" يقول الذهبي: جعفر الصادق كبير الشأن، من أئمة العلم، كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور (...) مناقب جعفر الصادق كثيرة، وكان يصلح للخلافة لسؤدده، وفضله، وعلمه وشرفه. يقول (إمام المالكية) مالك بن أنس: اختلفت الى جعفر الصادق زماناً فما كنت أراه إلا على ثلاث خصالك إما مصلياً، وإما صائماً، وإما يقرأ القرآن، وما رأيته يُحدّث إلا وهو على طهارة (...) ما رأت عين، ولا سمعت أذن، ولا خطر على قلب بشر، أفضل من جعفر الصادق فضلاً، وعلماً، وعبادة، وورعاً. يقول (إمام الأحناف) أبو حنيفة: "لولا السنتان لهلك النعمان". يقول (إمام السلفية) أحمد بن تيمية: جعفر بن محمد لم يجئ بعد مثله. يقول الجزري: ثبت عندنا، أن كلاً من الإمام مالك، والإمام أبي حنيفة، درسا عند أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق حتى روينا عن الإمام أبي حنيفة، أنه قال: "ما رأيت أفقه منه". ويقول ابن خلكان: "لقب بالصادق لصدقه في مقالته، وفضله أشهر من أن يذكر". ويتساءل سماحة السيد مرتضى الشيرازي المؤلف: وقد ظهر بذلك أن إجماع السنة والشيعة منعقد على أننا يجب أن نكون مع الإمام الصادق (سلام الله عليه)، وذلك بضم تلك التصريحات والشهادات وغيرها لآية "الصادقين" حيث أمر الله (تعالى) بـ "اتقوا الله وكنوا مع الصادقين". ويتساءل سماحته: لماذا لا يدّرس مذهب الإمام الصادق (سلام الله عليه) وهو مذهب "الصادقين" دون ريب في المدارس في مختلف البلاد الإسلامية؟!! ولماذا لا تكون دروس هذا الإمام العظيم وكلماته وإرشاداته وعلومه في السياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق والطب والفيزياء والكيمياء والفلك، وفي الفقه والأصول والعقائد وغيرها؟!! ولماذا لا يعد المذهب الجعفري مذهباً رسمياً في الدول الإسلامية؟ لماذا يعتبر المذهب الحنفي أو الحنبلي، مثلاً، مذهب رسمي دون أن يكون المذهب الجعفري كذلك؟!! ويتساءل ملايين المسلمين.. ومعهم من غير المسلمين من باحثين ومفكرين ومستشرقين وإعلاميين: لماذا لا يرد اسم الإمام جعفر الصادق (ع) في إذاعة أو فضائية وهو إمام المسلمين، وإمام أئمة الحنابلة والحنفيين والمالكيين والشافعيين والسلفيين.. ودون أن يفوتنا التذكير بأن ضريح جعفر الصادق (سلام الله عليه) وهو إمام أئمة كل من نطق بالشهادتين قد تعرض للهدم، وما زال مهدوماً من 87 عاماً. نتأمل: لا يمكن أن تكون تصريحات أولئك الأئمة والعلماء "نفاقاً"... وبالطبع: لا يمكن أن تكون "تقية".. وبالتأكيد: لا يمكن أن تكون كذباً.. إذن: أتباع أولئك "الأئمة والعلماء" برسم الإجابة عن هذا التناقض الذي يعيشونه، بل تناقض يتدينون به.. فإما هم ليسوا "مع الصادقين"..! وإما أولئك الأئمة والعلماء ليسوا "مع الصادقين"..! فإن من السذاجة أن يكون الإثنان مع الصادقين.!! وهو تناقض يذكرنا بسلسلة طويلة من التناقضات التي عمرها أكثر من ألف وأربع مائة سنة – وما زالت – متواصلة في أذهان فقهاء ونخب وغيرهم: فذاك هو "لفاتح الإسلامي" و "سيف الله المسلول" يبيد (بني جذيمة) ويطيح بهم قتلاً ونهباً، ثم يقتل الصحابي الحر مالك بن نويرة؟!. وليس هناك من يتجرأ – ولو - على التساؤل: كيف يمكن أن يفعل ذلك، وكيف له أن يتزوج زوجة مَنْ قتله قبل ساعات!!. وهذه أسئلة ينبغي أن تتفجر بدوافع فطرية وإنسانية، وليس فقط لدوافع دينية وتاريخية.!! وذاك هو "كاتب الوحي" و "كسرى العرب"؟! يقتل صحابة وحفظة قرآن، ويقاتل إمام المتقين وأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (سلام الله عليه) في صفين، وليس هناك من مندد أو مستغرب.!! ثم يخلّف على المسلمين أحمقاً سفاحاً متهتكاً متحللاً يدعى (يزيداً) لبقتل ريحانة رسول الله (ص)، ويستبيح جيشه المدينة المنورة، وينهب أموال ساكنيها، ويغتصب ألف فتاة مسلمة، ويضرب الكعبة بالمنجنيق والنار؟! والغريب: أن جل أتباع المذاهب الأربعة لم يسمع بهذه الوقائع، وبعض آخر يدس رأسه برمال المخادعة والنفاق، فلا يَسمع ولا يُسمع!!!. وذاك "محرر القدس" الذي انقض على الدولة الفاطمية فأوقع بها قتلاً وحرقاً وتهديماً وتخريباً وتشريداً، وصبغ نيل مصر بأحمر دماء أتباع أهل البيت (ع)، وأزرق مداد علمائهم وكتبهم ومنها القرآن الكريم؟! ولا نسمع بحقه إلا المدح والثناء.. وهو ما سمعناه – ونسمعه – عن الذي المقبور صدام (حرر القدس وهو يركب فرساً أبيض).. فإن من السهولة أن يجيبك حين تسائل أحدهم: كيف تمدح من قتل شعبه بالأسلحة الكيمياوية؟! فيقول: هو الحاكم ومن حقه أن يحفظ حكمه. أو أن رجل دين "كويتي" يترحم على المجرم علي الكيمياوي بعد إعدامه لأنه نطق الشهادتين.. في الوقت الذي يصرخ ملايين المسلمين من أتباع الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) بتلك الشهادتين وليس هناك إلا التكفير والتقتيل والتشريد. إن التناقض الذي يمنع أصحابه من الاعتراف بـ(المذهب الجعفري) مذهباً رسمياً أسوة بالمذاهب الأخرى.. والتناقض الذي يمنع أصحابه من تدريس (المذهب الجعفري) في الجامعات والمدارس الدينية.. هو نفس التاقض الذي يجعل البعض يتسترون نفاقاً على جرائم الذباح أبو مصعب الزرقاوي، مع أن تلك الجرائم دفعت حتى شيخ الإرهابيين ابن لادن الى مناقشته بشأن عدم شرعية منهجية "جهاده" في العراق. وعند هلاك الزرقاوي أقيمت مجالس الفاتحة على روحه الخبيثة في أكثر من بلد، وترحمت له حركات "إسلامية" وقد تبرأ منه بعض مشايخه! ومن جديد: أتباع أولئك "الأئمة والعلماء" برسم الإجابة عن كل هذا التناقض الذي يعيشونه، بل التناقض الذي يتدينون به... وهذه الإجابة المطالبين بها هي لأنفسهم قبل أن تكون لغيرهم...! فـ "كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه"!!.... و "كم من ضلالة زخرفت بآية"!!. |