![]() |
![]() |
كتابات أكثر وضوحاً (24): يوم اللاجئين العالمي.. حكومة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) |
|
7/رجـــــــــــــب/1431 20/حزيــــــران/2010
وقفة: (أكثر من نصف اللاجئين في العالم من الدول العربية والإسلامية)...
للسنة السادسة على التوالي، تحتفل المجموعة الدولية بيوم اللاجئ العالمي في (20 حزيران) من كل عام، حيث يخصص لإستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين، والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، وتسليط الضوء علي معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR). وتم إقرار الإحتفال بهذا اليوم العالمي في العام 2000 بعد قرار من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في الرابع من ديسمبر من نفس السنة، ونوه القرار أن تاريخ 2001 كان ليوافق الذكرى الخمسون لإعلان اتفاقية جنيف المتعلقة بوضع اللاجئين، فيما احتفل به للمرة الأولى في العام 2001. وتم اختيار يوم (20 يونيو/حزيران) لتزامنه مع الاحتفال مع يوم اللاجئين الأفريقي الذي تحتفل به عدة بلدان أفريقية. ويشكل هذا اليوم مناسبة لتكريم شجاعة وصبر وعزيمة كل لاجئ أينما وجد في العالم. هو ليس يوماً ليتذكر العالم قضية اللجوء وأسبابها فحسب، وإنما أيضاً للإضاءة على التصميم وإرادة الحياة لدى اللاجئين. وعادة ما يصنف اللاجئون عن طريق الخطأ على أنهم مهاجرون اقتصاديون، فيما أنهم لم يهربوا من بلدانهم لكسب العيش وإنما هرباً من الاضطهاد وهم مهددون بالتعرض لحياتهم. وتعرّف (اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين) "اللاجئ" بأنه "كلّ من وجد بسبب خوف له ما يبرّره من التعرّض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معيّنة بسبب آرائه السياسية، خارج البلاد التي يحمل جنسيّتها ولا يستطيع أو لا يرغب في حماية ذلك البلد بسبب هذا الخوف". كذلك نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 14 منه على أن "لكل فرد الحق في أن يلجأ الى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء اليها هرباً من الاضطهاد". وفي التاريخ القديم والحديث العديد من الوقائع المعروفة حول اللجوء لعل أبرزها هجرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) من مكة الى المدينة. وفي مناسبة هذا اليوم أصدرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقريراً بعنوان "الاتجاهات العالمية 2006" كشفت أن عدد اللاجئين قد ارتفع ولأول مرة منذ خمس سنوات، نتيجة لنزوح ما يقارب 1.5 مليون عراقي مع نهاية عام 2006". وقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأسيس مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 14 كانون الأول/ديسمبر عام 1950. وحصلت المفوضية على جائزة نوبل للسلام في العامين 1954 و1981. وتتمتع المفوضية بتفويض لقيادة وتنسيق العمل الدولي لحماية وحلّ مشكلات اللاجئين في شتى أنحاء العالم. ويكمن غرضها الرئيسي في توفير الإجراءات اللازمة لحماية حقوق اللاجئين وسلامتهم. وهي تعمل لكي تضمن أن بإمكان كل شخص ممارسة حقه في طلب اللجوء والعثور على ملجأ آمن في دولة أخرى. وتسعى المفوضية لتوفير حلول دائمة وطويلة الأمد عبر مساعدة اللاجئين على العودة الى أوطانهم إذا سمحت الظروف، أو على الاندماج في بلدان اللجوء أو إعادة التوطين في بلدان ثالثة. وخلال نحو خمسة عقود، ساعدت المفوضية ما يقدر بنحو 50 مليون شخص على بدء حياتهم من جديد. واليوم، يواصل نحو 6689 شخص من موظفي المفوضية في أكثر من 116 بلداً تقديم المساعدة لما يقدر بحوالى 20.8 مليون شخص. وتشجع المفوضية على إبرام اتفاقيات دولية بشأن اللاجئين وترصد امتثال الحكومات للقانون الدولي للاجئين. ويعمل موظفو المفوضية في مواقع مختلفة تراوح بين العواصم والمخيمات النائية والمناطق الحدودية في محاولة لتوفير الحماية المذكورة أعلاه وتقليل خطر العنف، بما في ذلك الاعتداء الجنسي الذي يتعرض له العديد من اللاجئين، حتى في بلدان اللجوء. ويتمّ تمويل برامج المفوضيّة من خلال مساهمات وهبات من الحكومات بشكل رئيسي لكن أيضاً من مجموعات أخرى مثل مواطنين أفراد أو منظّمات، كما أنّها تحصل على مساهمة محدودة من موازنة الأمم المتحدة الاعتيادية ـ حوالي 3 في المائة من المجموعة ـ ممّا يغطّي جزءاً من نفقات المفوضية الإدارية. يقول سماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي في إحدى محاضراته: خطب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد جرحه وقبيل استشهاده - أي في الليلة التي قضى فيها - خطبة، قال في مطلعها أنه يوجّه خطابه هذا إلى كلّ من بلغه، ونحن أيضاً مخاطبون به، وهكذا الأجيال التي تلينا وفي كل الأعصار والأمصار. لقد وجّه الإمام (عليه السلام) خطابه هذا في وقت كان رأسه المبارك قد فُلق بذلك السيف المسموم، وكانت الضربة الغادرة قد بلغت الدماغ، ونزف دماً كثيراً حتى إن الأصبغ بن نباتة عندما رآه - وكان رأسه المبارك مشدوداً بعصابة صفراء - قال: "لم أدر أيهما أشد اصفراراً، العصابة أم وجهه"؟ ولكن الإمام (عليه السلام) وهو في تلك الحالة خطب هذه الخطبة التي وجّهها بصورة صريحة إلى كل الأجيال والى الإنسانية جمعاء، قال الإمام (عليه السلام) في تلك الخطبة: "الله الله في القرآن" أي تمسكوا به، والتزموا بما فيه، ولا تغفلوا عنه، ولا تفرطوا به، واعملوا به، وخذوا منه منهاجكم في الحياة كلها وفي جميع الأبعاد. وعقّب الإمام (عليه السلام) على هذه الجملة بعبارة فريدة، حيث قال: "لا يسبقكم بالعمل به غيركم". أي حذار أن تتخلفوا في هذا المجال فيسبقكم الآخرون، ويتقدموا عليكم. فإنّ المقصود بقوله "غيركم" غير المسلمين بالطبع، أي عبدة الأوثان، وعبدة الشمس والبحر، ومن يزعمون أنهم من أتباع النبيّ موسى أو أتباع النبي عيسى (عليه السلام)، أو الذين لا عقيدة لهم من الملاحدة. فحذار أن يعمل أولئك بآية من القرآن قبل أن تعملوا بها فيسبقوكم، فيسعدوا ويتقدّموا، وتبقوا أنتم على ما أنتم عليه متخلّفين في الحياة، وتكون في بلادهم الحريات، ولا يلجأ منها حتى شخص واحد إلى بلادكم، ولا يجد حاجة لأن يهرب من بلده، وتكون بلادكم مصدّرة للاجئين. وما ذاك إلا لعملهم ـ وهم غير مسلمين ـ بمضامين آيات القرآن الكريم، وتخلفكم ـ وأنتم مسلمون ـ عن العمل بها. فجل اللاجئين في دول العالم ـ مع الأسف ـ من البلدان الإسلامية". موقع الإمـــام الشيرازي |