كتابات أكثر وضوحاً (20): فـي خمول مجتمعات بقيت للعراق ثقافته

عبد الله السديري

 

موقع الإمــــــام الشيرازي

20/جمادى الأولى/1431

بوعي يسمو على مألوف أيدلوجيات مثقفين وشعارات سياسيين، وبقلم لا يبالي بطنين الرعاع والمنتفعين أشار الإعلامي تركي عبد الله السديري بمقال بعنوان: "فـي خمول مجتمعات عربية بقيت للعراق ثقافته". أشار الى إنه "بالرغم من سيئات واقع العراق السياسي والاجتماعي، وتدافع هجرات الهاربين من قسوته إلى مختلف أنحاء العالم، كان هو العجيب الغريب في أمره، في نوعية كينونته.. فدول عربية لم تخسر بحجم ما فقد ودمر، لكنها تخدرت ثقافياً.. فقدْنا تلك القدرات الخلاقة التي كانت شائعة قبل ستين عاماً في دول كثيرة، أما العراق فبقيت تتواصل فيه".

ويمضي الكاتب السديري في مقاله بـ (صحيفة الرياض) ليخفز في أذهان القراء حقهم في حياة حرة كريمة وضرورة سعيهم الدؤوب في سبيل تحقيق ذلك، مذكراً أن نيل الحرية غالباً ما يكون معبداً بالدماء والصراعات والحروب، وأن من الممكن للشعوب أن تبدع وتتألق ولو كانت وسط أسوأ الأوضاع، وعلى المجتمعات الحرة أن لا تخشى التغيير وأن لا تستسلم – أبداً - للواقع المر، ليقول الكاتب السديري: أن "العراق الأسوأ في أوضاعه الداخلية ودموية صراع الفئات والطوائف والتدخلات الأجنبية، إلا أنه يكاد يكون البلد العربي الوحيد الذي فاق غيره باستمرارية بروزه الثقافي، بل إن مثقفيه الذين هاجروا إلى دول أجنبية عديدة واصلوا تمجيد حضوره الثقافي ببحوثهم ودراساتهم وأشعارهم.. العراق لم يتأخر إطلاقاً في مجالات فكره وشعره وفنونه.. وهذه ظاهرة غريبة يفرزها مجتمع يحترق، بينما تذبل حيوية ثقافات دول عربية أخرى فضّلت أن ينام حضورها الثقافي مثلما هي حال أوضاع مجتمعاتها.."

صحيفة الرياض