كتابات.. أكثر وضوحاً (10) - السلام على الحسين

 

موقع الإمــام الشيرازي

29/ذو الحجــة/1430

كتب الكاتب والإعلامي العراقي فلاح المشعل في مقال تحت عنوان "السلام على الحسين (ع)":

يوم الحسين .. انفجار معنى يخرجك من السائد اليومي وهمومه وطموحه وغرائزه، ليضعك أمام حقيقة هذا الإمام النبوي بصفته دلالة تتجلى عبر الأزمنة لتشرف سجل الأحرار وحقيقة المشترك الإنساني الذي أورق شجرة بيضاء، نقية، طاهرة، متطهرة عن الغاية الذاتية، ومتجهة لنداء الفاقة والقهر والظلم الذي تعاني منه جموع الفقراء. تلك هي السجية الشخصية للحسين بن علي..

الإمام ابن الإمام فكيف به وهو حامل لواء الرسالة المحمدية ودفء التربية الأخلاقية لفاطمة الزهراء..!

هنا يأتي الموت كقضية وجود أبدي تقترن بالطموح لسلطة الحق المقرون بالتأييد الإلهي وتعاليم البيت القرآني، الذي ابتذل السلطة والحكم والثروة والجاه وشهية الحياة وملذاتها..

خرج الحسين ليقاتل الظلم والظلام والرذيلة وأخلاق المرتزقة وأسياد المجون والخارجين عن القانون السماوي وتعاليم الفضيلة وقيم الجمال والعدالة.. وكانت كربلاء مسرح الحدث.. وشهدت السماء والكواكب وكل عيون الكائنات تلك الملحمة، ودوّن التاريخ ولادة أول ثورة نقية حين ارتجفت السيوف ثم استهترت أمام الدماء البريئة..

وكان قدراً عظيماً للعراق أن يحضن ثراه أجداث هذه الكوكبة من أشراف سكان الأرض..

هنا العباس بن علي، والحر الرياحي، وحبيب بن مظاهر الأسدي، وزهير بن القين، ومسلم بن عوسجة، وعمرو بن جنادة، والمسيحي وهب، وعابس الشاكري، وجون.. وبقية النخبة الشهيدة التي كتبت أرواحها أسطورة عجيبة في الشجاعة وروح الانتصار والإخلاص للإيمان الذي تجلى في شخص وفكر وسلوك ودين الحسين..!

وإذا كانت العظيمة زينب بطلة كربلاء قد سارت كقوة جبارة هادرة بثقافة المنهج الحسيني في القصر الأموي.. فكم يحتاج لنا كي نلامس بعضاً من شجاعة شخصيتها..!؟

أسئلة كثيرة أختمها بقولي:

السلام على الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى تلك الأرواح الطاهرة التي حلت بفناء كربلاء.. إنكم أبد الدهر خالدون.