كتابات.. أكثر وضوحاً (9) -  من شذا الغدير وعبق المرجعية

 

موقع الإمــام الشيرازي

17/ذو الحجــــة/1430

قال سماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) في إحدى لقاءاته:

لقد بيّنت مولاتنا فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) في خطبتها الشريفة التبعات والمساوئ التي ستلحق القوم بإقصائهم الغدير وإقصائهم مولانا الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) عن الخلافة بقولها (صلوات الله عليها): «ثمَّ احْتلِبوا ملء القعْبِ دَماً عَبيطاً»، فانظروا ماذا حلّ بالأمة بعد إقصاء الغدير من الجرائم والويلات والمآسي التي ارتكبها ممن سمّوا أنفسهم بأنهم خلفاء الرسول، وحكموا بإسم الإسلام وهم حكّام بني أمية وبني العباس والعثمانيين. وذكر سماحته نماذج من جرائم الحكّام الذين حكموا باسم الإسلام كجرائم معاويه وعمّاله وغيرهم، وقال: ذكر التاريخ أن أحد الحكّام في إحدى بلاد المسلمين انزعج من أمر ما فقتل في يوم واحد ألفي شخص وكان ذلك في شهر رمضان. كما ذكروا أن امرأة ما قامت بعمل لم يرضي الحاكم، فأمر الأخير بأن تعرّى من ملابسها، ويشدّوا يديها ويربطوا رجليها بذيل الحصان، ويدعوا الحصان يركض بها إلى أن تموت.

وقال سماحته: إن هذه الجرائم وأمثالها، كلها قد ارتكبت باسم الإسلام، وهدم مراقد البقيع تم أيضاً باسم الإسلام، وتفجير الروضة العسكرية تم باسم الإسلام، فالمرتكب لهذه الجرائم ونظيره الذي يفجّر نفسه بين الأبرياء بحزام ناسف أو بسيارة مفخخة يبدأ فعلته النكراء بنداء «الله أكبر»، فهل هذا منطق الإسلام؟ وهل هذه الأفعال من الفضيلة والعدالة وداعية إلى الرفاه؟ إن المسيحي أو اليهودي أو البوذي أو المجوسي أو العلماني إذا رأى هذه الأفعال المنسوبة زوراً وبهتاناً إلى الإسلام، فهل سيقبل بالإسلام ديناً، وهل من الصحيح أن يُراد منه أن يقبل هكذا إسلام؟

وشدّد سماحته قائلاً: إن المجتمع بحاجة إلى التربية وليس الانتقام، وبحاجة إلى الفضيلة لا التكبّر، وبحاجة إلى العدالة وليس الظلم، وبحاجة إلى أن يعيش برفاه، وهذه الأمور إن توفّرت في المجتمع فسيصلح وتقلّ المظالم فيه وتنعدم.

وأكّد (دام ظله): إن العدالة والفضيلة والرفاه، كل ذلك لا يتحقق في العالم وفي المجتمع إلاّ بالعمل بسيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وبسيرة الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وبمبادئ الغدير. فدنيا اليوم تنعم بنسبة من الحرية فيجب تعريف مبادئ الغدير، وهذه مسؤولية الجميع، وهي على أهل العلم مسؤولية أكبر، وبحاجة إلى الهمة. فيجدر بالجميع أن يقوموا بأعباء هذه المسؤولية الكبيرة والمهمة وأن لا يقصّروا في ذلك.