![]() |
![]() |
الحرية مسؤولية .. للناخب موقف |
موقع الإمام الشيرازي الحرية حق إنساني أساسي يضمن للفرد حريته في نفسه وما يملك وللشعب (السيادة) في إدارة الدولة، وهذا الحق يقتضي أن تكون (شرعية الدولة) مستمدة من (إرادة الشعب ورضاه)، حيث يكون نظام الحكم (شرعياً) إذا كانت سلطته منبثقة من (إرادة الأمة الحرة). وتعد الانتخابات النزيهة أساس النظام الشوروي - الديمقراطي، وهنا تبرز مسؤولية الفرد في بناء الدولة العادلة، حيث يؤكد المرجع الديني السيد صادق الشيرازي ضرورة المشاركة الواعية في عمليات الانتخاب، وأنه (ليس المطلوب من الناخب أن يدلي بصوته في صناديق الاقتراع وينتهي الأمر، بل عليه مواصلة مسؤولياته من خلال مراقبة أنشطة ممثلي الشعب). في الإسلام يجب أن يكون نظام الحكم قائماً على أساس إعطاء الناس حقوقهم في إبداء الرأي بحرية، وأن يعمل بالشورى والمشاورة، وأن تعطى الأحزاب حرية العمل والتنافس، وأن يكون لها الحق في نقد الحكومة إلا أن واقع أنظمة العالم الإسلامي مازال استبدادياً ودامياً. يقول المرجع الشيرازي(دام ظله): (أذكر أن أخي الراحل(قده) أرسل رسالة إلى أحد الرؤساء ممن كان يدعي الحكم بالإسلام، وكتب له فيها أن يقتدي بتعامل النبي(ص) بأن لا يقدم على إعدام حتى شخص واحد كي لا تحدث المشاكل، فالدم لا يُغسل بالدم، ولئلا يكون بيد العدو ذريعة، فغسل الدم بالدم له عواقب ونتائج سيئة، لكن ذلك الرئيس لم يعمل بذلك، وسفك الكثير من الدماء ولا يزال). إن الحرية ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، لا باعتبارها عماد النظام السياسي فحسب، بل لأن الحرية ضرورة الحياة بكل جوانبها. وإن وجود الحرية يتناقض مع وجود أنظمة القمع والخوف التي لا تكتفي بقمع شعوبها بل تلجأ الى إثارة الحروب الطائشة مع الدول الأخرى لإشغال الشعوب عن حقوقها، أما النظام (الديمقراطي) فإنه سيتفرغ (طوعاً أو كرهاً) لحل مشاكل شعبه والسعي الى رفاهه، فهناك شعب صاحب سيادة يراقب، وصحافة تنقد وتكشف، ومؤسسات مسؤولة تحاسب، وقانون يردع ويعاقب، لكن تبقى مخاطر السياسة الفاسدة محدقة بالقيم الديمقراطية وفضائل الحريات، يقول الإمام الشيرازي(قده): (نتيجة للخداع السياسي الذي عاشته بعض شعوب التي تعيش في دول تسمي نفسها بـ "الديمقراطية"، لا يهتم الشعب بالسياسة، ولا يهمه ما يدور في فلك الحكومة لأن القضية لا تعنيه). وهنا ينبغي للمؤمن والمؤمنة مراقبة الأحداث، والتدقيق فيما يجري، واستشارة ذوي العقل والحكمة لاستكشاف ما يضمره المنحرفون، ليكون القرار صائباً، فإن المؤمن مسؤول، ولابد له من موقف، فإذا لم يكن له موقف، فسيكون لغيره موقف، وبالتالي ستصبح صناعة القرار بيد المفسدين. 18/جمادى الآخرة/1434 |