![]() |
![]() |
السيدة الزهراء .. في مولدها الأكرم |
موقع الإمام الشيرازي تراث أهل البيت (سلام الله عليهم) الموجود بين أيدينا يتضمن منظومة قيمية ومعرفية متجددة تخاطب العقل والروح. وهو تراث يتناول قضايا الدين والإنسان فضلاً عن أنه عطاء علمي يثري معارف البشرية في مختلف مجالات الحياة، وقد ضم هذا التراث العظيم علوماً ومسائل لم يتطرق إليها أحد. ورغم تطور وسائل تبادل المعلومات ما زال معظم الإعلام الإسلامي يتجاهل هذا التراث وأصحابه فضلاً عن تغييبه للأحاديث الشريفة التي تتحدث عن فضائلهم (عليهم السلام). والغريب أن هذا التجاهل وهذا التغييب يصلان الذروة مع كل ما يتعلق بالسيدة الزهراء (عليها السلام)، وهي فريدة النبي (صلى الله عليه وآله)، وزوجة من تحدثت الدنيا عن علمه وعدله، وهي أم سيدي شباب أهل الجنة الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)، فضلاً عن أنها كانت رفيقة الدعوة، وراعية النبي، وأم أبيها، وسيدة الفقه، والمربية الكبرى، وداعية العدل والاستقامة، وقد كتب التاريخ عن كل صفة من تلك الصفات الباهرة صفحات مضيئة لكل من يريد أن يعبد الله حق عبادته، وينشد الخير لنفسه والاستقامة، ويحب نفع الناس. للأسف سياسة طمس فضائل بيت النبوة انعكست آثارها – نوعاً ما - على الذين يعدون خدمة أهل البيت (عليهم السلام) أزكى الأعمال وأفضلها، فقد تكثفت معظم جهودهم على رد أباطيل الآخر سواء أكان خارجياً أم تكفيرياً أم جاهلاً، ويتضح ذلك من خلال ما يتناوله المنبريون الأفاضل في مجالسهم المباركة، حيث تختزل حياة السيدة الزهراء (عليها السلام) في ثلاثة أحداث فقط، وعلى الرغم من محورية هذه الأحداث التي مرت عليها (عليها السلام) وانعكاساتها الاستراتيجية في حينها وحتى يومنا هذا إلا أن حاجة الناس للمعصوم تبقى في كل ما لدى المعصوم، وبالتالي فإن من الضروري – ونحن نحتفل بمولد عزيزة النبي وكريمته - تفعيل وسائل البحث العلمي لاستكشاف الجوانب الأخرى في حياة السيدة البتول (عليها السلام) من خلال قراءة معرفية لتراثها (عليها السلام) تعتمد العلوم النفسية والتربوية - على وجه الخصوص - لغرض تمكين الجميع من بلورة الفكر والخلق الفاطمي الى واقع وسلوك، فيكون حبنا لها (عليها السلام) كما يجب أن يكون. 20/جمادى الآخرة/1433 |