شهادة سيدة نساء العالمين .. قضية مبدأ ومنهج

 

*  بقول الإمام الشيرازي الراحل (أعلى الله درجاته):

السيدة الزهراء سلام الله عليها هبة إلهية، وعطية ربانية للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، ومزيد نعمة وهي سر الإمامة، ومحور خلق الأئمة المعصومين سلام الله عليهم إذ إنها أنارت الحياة، وأقامت الدين الحق بأبنائها المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم وبمواقفها التاريخية، وإن تعظيم مقام الزهراء سلام الله عليها تعظيم لمقام النبوة، وتعظيم للقيم الدينية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى.

 

يقول المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله):

إن المعصومين الأربعة عشر سلام الله عليهم هم محور الكون والكائنات بإرادة الله تعالى، وهم سلام الله عليهم قطب دائرة الإمكان ومركز رحى الوجود، إذ عليهم تدور القرون والأزمان والخلق والإيجاد بشكل مطلق.. وأما سيدتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها فهي المحور لهذا المحور والمركز لهذا المركز، وكلما كثر توسّلنا وتوجهنا إلى الله تبارك وتعالى بالزهراء سلام الله عليها وكلما كثر سعينا وبذلنا المزيد من الجهود في سبيل القضية الفاطمية المقدسة، كثر قربنا من هذا السر الإلهي. وقربنا من هذا السر الإلهي نافع لنا في الدنيا والآخرة، بل إن ذلك أهم ثروة وأغلاها يحصّلها الإنسان في الدارين. فاسعوا أن توسّعوا من نشاطاتكم وفعالياتكم في سبيل إحياء الشعائر الفاطمية في كل نقطة من نقاط العالم، ولا تقصروا ذلك على مدنكم وبلدكم فقط، أي اسعوا أن تجعلوا القضية الفاطمية قضية عالمية، كي تنالوا يوم القيامة المرتبة العالية من مراتب الفائزين.

 

يقول الفقيه السعيد آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره):

لقد سعى أئمة أهل البيت عليهم السلام الى الفرز بين الحكومات الجائرة التي تدعي الإيمان بالإسلام ولا تتدين بأحكامه وبين الإسلام الذي هو دين العدل والحرية ومكارم الأخلاق، إلا أن موقف سيدة نساء العالمين عليها السلام – في هذا المنحى - له أهميته الرسالية الاستثنائية، حيث كان يحظى بأهمية مضاعفة لأنها هي التي بدأت بحل عقدة الخلط بين الدين وتصرفات الحكام الظلمة، فأنقذت الإسلام من خطر الزوال، لقد قالت الزهراء عليها السلام بالموقف واللسان إن هؤلاء لا يمثلون الإسلام والدين والنبي صلى الله عليه وآله، وهو من المواقف المهمة التي فصلت بين الممارسات الخاطئة لحكام مسلمين وبين الفكرة النقية للإسلام، فقد أشارت عليها السلام الى أن هؤلاء الأشخاص لا يمثلون الدين، وإنما هم حكام متخلفون حكموا المجتمعات الإسلامية بالحديد والنار، ونحن إذ نحيي ذكرى الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام فإننا نحيي هذه الحقيقة، فهي عليها السلام أعطت المقياس والحد الفاصل بين الفكرة والتطبيق، وأنقذت الإسلام من خطر التشويه والزوال بسبب تصرفات الحكومات المنحرفة.

11/جمادى الأولى/1433