![]() |
![]() |
قراءة في كتاب (الشباب) لسماحة آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) |
نظرة في قضايا الجيل |
حيدر البصري |
لا يوجد أساس يمكن للأمم أن تبني مجتمعاتها عليه، فتنام قريرة العين لذلك البناء كالشباب، فكل أمة يمكنها أن تراهن بمقدار ما يمتلك شبابها من القابلية والقدرة اللتين يستطيعوا من خلالهما العطاء. فالشباب فيض يتدفق بالعطاء، وهذا الفيض المتدفق بمقدار ما نهيئ له من المصبات اللازمة لسيرة الأمن يمكننا الاستفادة منه الاستفادة الصحيحة بخلاف ما لو تركنا ذلك التدفق يسير على وجهه ففي حال كهذا علاوة على خسارتنا وفقداننا الاستفادة منه، يصبح هذا الدفق سيلاً جارفاً يجرف جميع ما يمر به وهنا مكن الخطر. إذن فاللازم فعله هو الاستفادة قدر الإمكان من طاقة الشباب الفياضة في بناء مجتمعاتنا وذلك من خلال الرعاية اللازمة التي نقدمها للشباب أولاً، كي تكون طاقاتهم اقدر على مد المجتمع بالاحتياجات التي تناسب ايديولوجيته، ثم من خلال تنظيم عملية الاستفادة من الطاقة التي تخرج من الجيل الشاب ثانياً. من هذا المنطلق ـ قدرة الشاب على العطاء ـ نرى اهتماماً منقطع النظير من قبل سماحة آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) بالشباب، وقضايا الشباب، حيث كان موضوع الاهتمام بالشباب دأبه منذ الأيام التي كان فيها في العراق ـ كما ينقل ذلك عنه ـ وما زال كذلك. يرى سماحة السيد بأن مشاكل الشباب لم تكن فيما مضى كما هي عليه في هذا القرن، ويعلل ذلك بأن الفارق بين القرن الحالي وما سبقه هو أن الشباب فيما مضى لم يكونوا يتمتعون بتلك الشخصية المستقلة عن آبائهم، وإنما كانوا ـ في تفكيرهم وآرائهم ـ تبعاً لآبائهم ولا رأي لهم في قبال آراء أهليهم، ولذا كان حجم المشاكل التي يعاني منها الشباب آنذاك لا يعدو المقدار الطبيعي الذي يعاني منه كل إنسان ويظهر هذا الرأي من خلال قوله (دام ظله) في الصفحة التاسعة من كتاب الشباب حيث يقول في ذلك: (وذلك لان الشباب قديماً لم يكونوا طبقة مستقلة لا تستشير الكبار ولا تأخذ بنصحهم، وإنما هم تبع لآبائهم الناضجين.. فكانوا يوردونهم الحياة تدريجياً بنضج لا بأس به حتى يسدّوا مسد الآباء.. فلم تكن مشاكلهم إلا بمقدار المشاكل الطبيعية للإنسان حيث قال أمير المؤمنين الإمام علي (ع): (دار بالبلاء محفوفة). إن هذه التبعية إنما تختص بالشعوب المسلمــة فهي الوحيدة ـ تقريباً ـ بين الشعوب التي تحتفظ بتلك العادات والتقاليد التي يكون الإنسان ـ الشاب ـ فيها تبعاً لأهله، أما غيرها من المجتمعات فإن هذه المسألة منتفية تماماً حيث الشاب يحمل من الاستقلالية ـ بل ويرى عليها ـ بالمقدار الذي يتجاوز فيه على آراء أهله ويتحداها فضلاً عن عدم اتباعها. هذا بالنسبة لما عليه وضع الشباب في القرن السابق على هذا القرن، أما الوضع في قرننا هذا ـ ونعني بذلك القرن العشرين وهو القرن الذي ألف سماحته فيه كتاب الشباب ـ فقد تغير تماماً عما هو عليه فيما مضى فالشباب ليس هو الشباب في تبعيته في تفكيره لأهله، وإنما بات الشباب يميل إلى الاستقلال في التفكير عن الأهل، وهذا الاستقلال تتفاوت درجاته وتختلف باختلاف المجتمعات وعاداتها وتقاليدها، ولذا فإن المشاكل تزداد وتقل تبعاً لقوة الاستقلالية المذكورة وضعفها. يقول سماحته: (ولكن الكلام ـ بعد ذكره لقلة مشاكل الشباب في القرن الماضي ـ في مشاكل اليوم التي تجاوزت حدها الطبيعي بكثير.. فالمناهج العالمية في هذا القرن اوجدت فاصلا حديدياً بين طبقة الآباء وطبقة الأبناء). |
سبب الفواصل بين الآباء وأبنائهم |
إن القول بالاستقلالية التامة للشباب الذي لم يكن يحمل من خبرة الحياة شيئاً مما يوقعه في المشاكل، يحمل من الخطأ بنفس المقدار الذي يحمله القول بالتبعية التامة من قبل الشباب لآبائهم. فالاستقلالية التامة تجعل من الشباب فريسة للأهواء المضلة التي تحاول انتزاع شبابنا عن دينهم، وعاداتهم، وتقاليدهم وصبغهم بالصبغة التي تناسب أصحاب تلك الأهواء، مما يضع الشباب في دوامة التقدمية، والتطور، والحداثة ـ التي تناسب أصحاب تلك الأهواء، مما يضع الشباب في دوامة التقدمية، والتطور، والحداثة ـ التي صورت على أنها المخلّص للشباب من مشاكله في حين لم يكن القصد في تلك الحملات الموجهة ضدهم غير تمييعهم وجعلهم شبابا لا يعي مسؤوليته، وبما أن المستقبل لهذا الشباب فهو بالنتيجة سيرتمي ـ فيما لو آلت إليه الأمور ـ في أحضان أصحاب الأهواء من أعداء الأمة. أما التبعية التامة للآباء فإنه ولا شك سيخلق جيلاً ضعيف الشخصية، إن لم نقل فاقداً لها تماماً لذا يتعين اتخاذ الطريق الوسط بين الأمرين المذكورين ـ الاستقلالية ، والتبعية ـ. فسماحة السيد الشيرازي (قدس سره) يوجه الأنظار إلى الأسباب التي قادت إلى الاستقلالية التامة من قبل الشباب عن آبائهم نلخصها في نقاط: 1ـ (الجو الذي هيأوه للابناء من المدارس، والنوادي، والجرائد، والمجلات، والاذاعة، والتلفاز، والفيديو، والسينما، ومختلف المنظمات والتجمعات غير الصحيحة.. كما اتهمت الآباء بالخرافة والرجعية وعدم الفهم وما أشبه مما سبب عزوف الأبناء عن الآباء وهذا أول الوهن). إن كلام سماحته هذا لا يعني أنه يقف في وجه الوسائل السابقة الذكر، لذاتها، وإنما يعني بها تلك الوسائل التي استغلت في هذه الأغراض الدنيئة، وإلا فلو كانت تلك الوسائل قد وجهت الوجهة السليمة فهي تحمل بين طياتها الخير والصلاح. 2ـ (تبعيد الشباب ـ بمختلف الوسائل ـ عن الله واليوم الآخر.. فلا رقابة ذاتية ولا أبوية ولا غيرها من الأسباب، وبذلك اصبحوا في واقع الحياة قبل أن تعركهم التجارب فاصبح الكثير من القرارات التي اتخذوها لأنفسهم خاطئة). لقد تمثلت هذه الدعوة بشكل واضح وجلي بالحملات الشيوعية الملحدة التي كانت تصور افكارها الالحادية على أنها تقدم، في حين صورت الإيمان، والاعتقاد بوجود الله على أنه تخلف ورجعية مما جعل الكثير من الشباب الذي لا أساس ـ ديني ـ لديه ينساق وراء هذه الحملات الملحدة ظانا أنه يواكب العصر تاركاً دينه ودين آبائه وراء ظهره، وكأنه الدين الذي يتنافى مع التطور حقاً. 3ـ الأنظمة الديكتاتورية التي تحكم أكثر دولنا (كما أن كثيرا من الشباب الواعين وقعوا تحت مختلف أنواع التعذيب في الدول الديكتاتورية ـ وما أكثرها في العالم ـ وملئت بهم القبور). فإن هذه الأنظمة عمدت بكافة الطرق والوسائل المتاحة لديها، وتحت أغطية شتى إلى انتزاع الأبناء من احضان اسرهم انتزاعا، والفصل بينهم، والزج بهم أما في الحروب، أو في السجون، أو غيرها من الوسائل التي تخدم غرضهم في فصل الأبناء عن الآباء. 4ـ مشاكل الفقر والبطالة تلك التي قادت إلى أن يهجر الشباب اوطانهم إلى البلدان الصناعية بحثاً عن العمل ولقمة العيش، ليضعوا أنفسهم في خدمة تلك الدول وبأثمان زهيدة لا تصل في معدلاتها تلك الأجور التي يعمل بها أبناء تلك الدول الأصليين فيقول سماحته في ذلك: (بالإضافة إلى المشاكل الأخرى التي غطّت حياة الشباب، من البطالة، والفقر،والمرض، والتسيب، والقلق وغير ذلك). |
من المسؤول؟ |
أن الحل الذي يمكن أن يقدم لأية مشكلة من مشاكل الحياة ـ الاجتماعية والاقتصادية وغيرها ـ لا يمكن أن يكون ناجحاً ويأتي ثماره ما لم يكن حلاً جذرياً يبدأ في المشكلة من الأساس والجذر فيقتلعه ليكون العلاج ناجحاً، وإلا فلو ركز العلاج على النتائج كان غير مجدياً، فقطع الأعشاب الضارة من على سطح التربة لا يمثل حلاً للفلاح الذي يريد زراعة أرضه، والحصول على افضل منتج ما دامت جذور تلك الأعشاب ضاربة في التربة وقادرة على النمو، بخلاف قلع تلك الأعشاب فإنه لا جذر يمكن أن ينمي اعشاباً أخرى، وهكذا المسألة في المقام، لذلك نجد سماحة الإمام الشيرازي (قدس سره) بدأ في المشكلة بالسؤال عن المسؤول عن نشوء تلك المشاكل الاجتماعية الخطيرة. لقد ألقى سماحته المسؤولية على عاتق التنظيمات المختلفة التي كانت ترتبط بالشرق والغرب، والتي كانت تعمل وفق مخططات دقيقة تهدف إلى السيطرة على الشباب واستغلالهم في خدمة أهداف تلك القوى التي ترتبط بها الأحزاب. (وقد رأينا في العراق كيف كانت الأحزاب المرتبطة بالشرق والغرب ـ كالشيوعية والبعثية والوجودية وما أشبه ـ يسيطرون على الشباب بسبب الجنس، فيعقدون المجالس السرية لأجل ممارسة الشهوة المحرمة بين الجنسين المختلفين، أو الجنس الواحد بعضهم مع بعض، فعن هذا الطريق يربطونهم بمنظماتهم الآثمة والقادة المنحرفة التي تعمل لهدم البلاد وجعلها في ركب الاستعمار). إن سماحته أشار إلى هذه النقطة واعتقد بأنه لم يرد الإشارة إلى نقطة توازي في الأهمية ما ذكر سماحته إن لم نقل تفوقها في الأهمية. فالشباب في تلك الفترة كان يعاني من الفراغ الذي لم تبادر المؤسسات الدينية إلى ملئه في تلك الفترة، وهذا الفراغ يتمثل في الفراغ الفكري، والسياسي بالدرجة الأولى، فكان الشباب حينها يعيش حالة من التخبط والضياع، ففي داخله كم من الاستفهامات لم يجد الجواب الشافي عنها، وهذا الفراغ أدى إلى أن تقفز تلك الأحزاب، والمنظمات المرتبطة بالشرق والغرب ـ كما عبر سماحته ـ إلى أن تستغل الوضع الاستغلال الصحيح لصالحها وتملأ ذلك الفراغ لتجر ذلك الكم الهائل من الشباب إلى جهتها، وقد أحسنت تلك الأحزاب والحركات التصرف في الموضوع لصالحها. فابتداءاً شككت الأحزاب في قدرة الدين على إعطاء الأجوبة الشافية لما يدور في أذهان الشباب من الأسئلة التي تتعلق بمختلف الأمور هذا أولاً، ومن ثم بدأت تصوغ الأجوبة التي تلائم أيديولوجياتها الإلحادية لتطبعها في أذهان أولئك الشباب لتتم اللعبة. فيسدل الستار على شباب قد محي من ذهنه ما كان يعتقد به، ووضع مكانه ما كان يريده. اسياد قادة تلك الأحزاب. |
الحل في يد مَن؟ |
بعد أن خاض سماحته في قضية المسؤول، وما قدمنا من رأي في المقام تحول إلى موضوع آخر لابد من الخوض فيه فيما لو أريد حل مشكلة الشباب، وهي مسألة الحل، وفي عهدة من يكون. لم يلق سماحته مسؤولية الحل على عاتق فئة معينة دون أخرى، وإنما جعل من الحل مسؤولية تقع على عاتق الجميع ممن بايديهم التقديم، أو يرتبطون بالحل من قريب، أو بعيد. فالمسؤولية تقع على عاتق الأب، والمعلم، والعالم، والأم، والدولة، وكل من يتعلق به موضوع الحل بما يتناسب وصلته بالموضوع. (فهناك مسؤولية كبيرة على عاتق الجميع.. فإن تملك زمام الشباب لا يكون إلا بجذب بناء صحيح في العقيدة والعمل بحيث يوفر للشباب من الجنسين العمل في قبال البطالة، والعلم والدراسة في قبال الجهالة والسكن والمسكن والعلاج الصحي والحماية وغيرها في قبال عدمها، فإن الفوضى وكثرة الأعداء جعلت من بلاد الإسلام في الحال الحاضر ما ترتطم في مشاكل لأحد لها ولا حصر لأسباب كثيرة منها عدم توفر هذا الأمر بعدم أخذ العقلاء أزمة الشباب إذ يقول الشاعر: ومن رعى غنماً في أرض مسبعة وغاب عنها تولى رعيها الأسد إن الاستعمار لم تتسن له فرصة السيطرة على بلاد المسلمين إلا حين دأب على بذر الجهل بين صفوفها ليأكل ثمار بذره بعد مدة من الزمن أمة تفتقد الوعي اللازم، الوعي بدورها الذي يجب أن تقوم به في تسيير عجلتها، وكذلك تفتقد الوعي لما تحوكه الدول الاستعمارية من مؤامرات تهدف إلى جعل امتنا أمة جاهلة لا تعي أي شيء. لذا يقول الإمام الشيرازي (قدس سره) بأن: (من الضروري بث التوعية في صفوف الشباب حتى يعرف كيف يسلك سبل الحياة الآمنة. إن سبل الحياة متشعبة وصعبة وشائكة ـ خصوصاً في هذا العصر ـ فاللازم أن يؤخذ بأيدي الشباب علماً وعملاً حتى يعرف كيف يمكنه أن يسير في هذا الضنك بسلام في الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعائلية وغيرها.. وكيف يمكن أن يحل مشاكله. وإلا فإذا لم يستغل جانب من هذه الأمور لم تستقم سائر الجوانب الأخرى، إذ الصحيح في كل بعد يلازم الصحة في سائر الأبعاد، والفاسد في كل بعد يلازم الفساد في سائر الأبعاد). بعد أن نبه سماحة السيد إلى مسألة التوعية، وأهميتها بالنسبة إلى الشباب، انتقل إلى أهمية العقيدة التي يجب أن يغدى بها الشباب، فهو ـ دام ظله ـ يعتبر العقيدة من أهم المسائل التي ترتبط بالشباب حيث يقول: (من أهم المسائل المرتبطة بالشباب العقيدة، فإن العقيدة هي التي تحمي الإنسان في مختلف المراحل الحياتية.. فالعقيدة الصحيحة بشكل كامل هي الضمان لعدم الانجراف في مــختلف المفاسد، وأما العقيدة المنحرفة بشيء من الانحراف فبقدر صحتها يكون لها الأثر الإيجابي في مقابل فقد مطلق العقيدة، قال سبحانه: (لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً) الحج/ 40). بعدها أشار سماحته إلى الدراسة ودورها في حياة الشباب، وذلك أن الدراسة طريق الإنسان إلى العلم (وكلما ازداد علم الإنسان ارتفاعاً ازدادت معرفته، وتمكنه من السير الأفضل في حياة سعيدة لا تشوبها مشاكل، أو تشوبها مشاكل قليلة طبيعية لا يمكن الوقاية منها). ثم ألقى سماحته مسؤولية تهيئة لوازم الدراسة للشباب على عاتق القادة إذ يقول: (ولذا فاللازم على القادة أن يهيئوا للشباب الدراسة والعلم بما للكلمة من معنى، لا كالمتعارف في هذا الزمان حيث انهم إذا اشتغلوا بدراسة العلوم، وانهوا الجامعة ابتدأوا الحياة تاركين للتقدم العلمي من دون استفادات أخرى علمية ولا تجارب ونظريات جديدة. بل يلزم التقدم العلمي دائماً كما روي عن رسول الله (ص): (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) كلمة الرسول الأعظم/ 403). بعد ذلك أشار سماحته إلى أهمية التنظيم في مسيرة الشباب وحل مشكلاتهم، حيث رأى بأن الغرب إنما تقدم علينا نتيجة تنظيم شبابه واستغلالهم الاستغلال الصحيح والاستفادة منهم. فهو يرى بأنه (من الضروري أن يهتم القادة بتنظيم الشباب تنظيماً حسب الموازين العلمية والشرعية، وقد اخذ الاعداء بتنظيم شبابنا واستغلوهم في اهدافهم الخطرة). فعوضاً أن تعود طاقة شباب امتنا على امتنا بالنفع صار نفع شبابنا وخيرهم من نصيب أعداء امتنا، والسبب في هذا يعود إلى عدم وجود التنظيم اللازم لشبابنا والذي يعود بالنفع على امتنا، إذ أن امتنا احق بطاقات شبابها وامكانياتهم من غيرها. ولكن الواقع ـ وهو ما يؤسف له ـ يقول بعكس ذلك تماماً، فشباب الأمة بين الميوعة التي تجعل منه غير واع لمسؤوليته أبدا، وبين دفعه إلى إيثار الاغتراب والعمل في كنف أعداء الأمة دون أن يشعر بذلك. فعلى من يروم الخوض في قضية حل مشاكل شباب امتنا يجب عليه أن يضع نصب عينيه عملية التنظيم اللازم للشباب، (وليكن التنظيم عملياً بكل أبعاده في الخلايا الحزبية أو السياسية أو الثقافية أو الاجتماعية، وما أشبه). وبعد أن خاض سماحته في هذه الأمور الأساسية العامة التي يجب على المهتمين في قضايا الشباب وضعها ازائهم عند مباشرتهم العمل على حل مشاكل الشباب توجه إلى تفاصيل بعض هذه الأمور العامة والتي يجب أن يغذى الشباب بها إن كان على مستوى العقيدة أو الفروع الدينية أو على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي وما يجب أن تكون عليه هذه التغذية، ولم يفته ـ دام ظله ـ أن يوجه الشباب على الصعيد الأخلاقي وما يجب أن تكون عليه اخلاقهم. ثم يختم الإمام المؤلف كتابه بالقول: (ثم أن ما ذكرناه من الأمور بالنسبة إلى الشباب وإن كان فيها شيء من الصعوبة إلا أنها تسهل بالاستشارة والعزم الراسخ والتوكل على الله وكثرة الاستعانة به فـ(إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون). |