|
|
فصل في كيفية قراءة القرآن واستحباب الإنصات له |
عن عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا عبد الله عن قول الله عزَّ وجلّ : {ورتل القرآن ترتيلاً} قال : قال أمير المؤمنين : بينه تبياناً، ولا تهذه هذو الشعر، ولا تنثره نثر الرمل، ولكن اقرعوا به قلوبكم القاسية، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة. وعن سليم الفراء، عمن أخبره، عن أبي عبد الله قال : أعرب القرآن فإنه عربي. وعن محمد بن الفضيل قال : قال أبو عبد الله : يكره أن يقرأ (قل هو الله أحد) في نفس واحد. وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله في قوله تعالى : {ورتل القرآن ترتيلاً} قال : هو أن تتمكث فيه، وتحسن به صوتك. وعن أم سلمة أنها قالت : كان النبي يقطع قراءته آية آية. وعن ابن أبي عمير، عمن ذكره، عن أبي عبد الله قال : إن القرآن نزل بالحزن فاقرؤه بالحزن. وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله قال : إن الله عزَّ وجلّ أوحى إلى موسى بن عمران إذا وقفت بين يدي فقف موقف الذليل الفقير، وإذا قرأت التوراة فاسمعنيها بصوت حزين. وعن حفص قال : ما رأيت أحداً أشد خوفاً على نفسه من موسى بن جعفر ، ولا أرجى للناس منه، وكانت قراءته حزناً، فإذا قرأ فكأنه يخاطب إنساناً. وعن سيف بن عميرة، عن رجل، عن أبي جعفر قال : من قرأ (إنا أنزلناه في ليلة القدر) يجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في سبيل الله، ومن قرأها سراً كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله، ومن قرأها عشر مرات أمرت له على محو ألف ذنب من ذنوبه. وعن معاوية بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله : الرجل لا يرى أنه صنع شيئاً في الدعاء وفي القراءة حتى يرفع صوته، فقال : لا بأس، ان علي بن الحسين كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن وكان يرفع صوته حتى يسمعه أهل الدار، وان أبا جعفر كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وكان إذا قام في الليل وقرأ رفع صوته فيمر به مار الطريق من الساقين وغيرهم فيقومون فيستمعون إلى قراءته. وعن أبي ذر، عن النبي في وصيته له قال : يا أبا ذر أخفض صوتك عند الجنائز وعند القتال وعند القرآن. وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله قال : قال رسول الله : اقرأوا القرآن بألحان العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر، فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية، ولا يجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة، وقلوب من يعجبه شأنهم. وعن علي بن محمد النوفلي، عن أبي الحسن قال : ذكرت الصوت عنده، فقال : إن علي بن الحسين كان يقرأ فربما مر به المار فصعق من حسن صوته ـ الحديث. وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله قال : قال النبي : لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن. وعن الحسن بن عبد الله التميمي، عن أبيه، عن الرضا قال : قال رسول الله : حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً. وعن جابر، عن أبي جعفر قال : قلت إن قوماً إذا ذكروا شيئاً من القرآن أو حدّثوا به صعق أحدهم حتى يرى أن أحدهم لو قطعت يداه أو رجلاه لم يشعر بذلك، فقال : سبحان الله ذاك من الشيطان، ما بهذا نعتوا إنما هو اللين والرقة والدمعة والوجل. وعن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله قال : قلت له الرجل يقرأ القرآن أيجب على من سمعه الإنصات له والاستماع؟ قال : نعم إذا قرأ عندك القرآن وجب عليك الإنصات والاستماع. وعن علي بن المغيرة، عن أبي الحسن قال : قلت له : إن أبي سأل جدك عن ختم القرآن في كل ليلة، فقال له جدك : في كل ليلة، فقال له : في شهر رمضان، فقال له جدك : في شهر رمضان، فقال له : أبي، نعم ما استطعت فكان أبي يختمه أربعين ختمة، في شهر رمضان، ثم ختمته بعد أبي، فربما زدت وربما نقصت على قدر فراغي وشغلي ونشاطي وكسلي فإذا كان في يوم الفطر جعلت لرسول الله ختمة، ولعلي أخرى، ولفاطمة أخرى ثم للأئمة حتى انتهيت إليك فصيرت لك واحدة منذ صرت في هذه الحال، فأي شيء لي بذلك؟ قال : لك بذلك أن تكون معهم يوم القيمة قلت : الله أكبر فلي بذلك؟ قال : نعم ثلاث مرات. وعن سليمان بن خالد، عن الصادق قال : إن رسول الله أتى شاباً (شباباً من الأنصار) فقال : إني أريد أن أقرأ عليكم فمن بكى فله الجنة فقرأ آخر الزمر : {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً} إلى آخر السورة فبكى القوم جميعاً إلا شاباً (شباباً) فقال : يا رسول الله قد تباكيت فما قطرت عيني، قال : إني معيد عليكم فمن تباكى فله الجنة، فأعاد عليهم فبكى القوم وتباكى الفتى فدخلوا الجنة جميعاً. وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه قال : قال رسول الله تعلموا القرآن بعربية وإياكم والنبز فيه الحديث. وعن أسلمي (سليمان)، عن أبيه، عن أبي عبد الله قال : تعلموا العربية فإنها كلام الله الذي كلم به خلقه، ونطق به للماضين ـ الحديث. وفي (عدة الداعي) عن أبي جعفر الجواد قال : ما استوى رجلان في حسب ودين قط إلا كان أفضلهما عند الله عزَّ وجلّ آدبهما، قال : قلت قد علمت فضله عند الناس في النادي والمجلس فما فضله عند الله؟ قال بقراءة القرآن كما أنزل، ودعائه من حيث لا يلحن، فإن الدعاء الملحون لا يصعد إلى الله. وعن السكوني عن أبي عبد الله قال : قال النبي إن الرجل الأعجمي من أمتي ليقرأ القرآن بعجمية فترفعه الملائكة على عربيته. |