فصل يستحب لحامل القرآن ملازمة الخشوع والعبادة

عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله قال: قال رسول الله : إن أحق الناس بالتخشع في السر والعلانية لحامل القرآن، وإن أحق الناس في السر والعلانية بالصلاة والصوم لحامل القرآن، ثم نادى بأعلى صوته: يا حامل القرآن تواضع به يرفعك الله ولا تعزز به فيذلك الله، يا حامل القرآن تزين به لله يزينك الله به، ولا تزين به للناس فيشينك الله به، من ختم القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه ولكنه لا يوحى إليه ومن جمع القرآن فنوله لا يجهل مع من يجهل عليه، ولا يغضب فيمن يغضب عليه ولا يجد فيمن يجد، ولكنه يعفو ويصفح ويغفر ويحلم لتعظيم القرآن، ومن أوتي القرآن فظن أحداً من الناس أوتي أفضل مما أوتي فقد عظم ما حقر الله وحقر ما عظم الله.

وعن أبي جعفر قال : قراء القرآن ثلاثة : رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة واستدر به الملوك واستطال به على الناس. ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده وأقامه القدح فلا كثر الله هؤلاء من حملة القرآن. ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه فأسهر به ليله وأظمأ به نهاره وقام به في مساجده وتجافى به عن فراشه فبأولئك يدفع الله البلاء، وبأولئك يديل الله من الأعداء، وبأولئك ينزل الله الغيث من السماء، فوالله لهؤلاء في قراء القرآن أعز من الكبريت الأحمر.

وعن الحسين بن يزيد عن الصادق عن آبائه عن النبي في (حديث المناهي) قال : من قرأ من القرآن ثم شرب عليه حراماً أو آثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب عليه سخط الله إلا أن يتوب، ألا وإنه إن مات على غير توبة حاجه يوم القيامة فلا يزايله إلا مدحوضاً.

وعن إسماعيل بن أبي زياد عن الصادق عن آبائه قال : قال رسول الله : صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت : الأمراء والقراء.

وعن السكوني، عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه قال : من قرأ القرآن يأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم لا لحم فيه.

وعن رسول الله في حديث قال : من تعلم القرآن فلم يعمل به وآثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب سخط الله وكان في الدرجة مع اليهود والنصارى الذين ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم، ومن قرأ القرآن يريد به سمعة والتماس الدنيا لقي الله يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم وزج القرآن في قفاه حتى يدخله النار، ويهوي فيها مع من هوى، ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى فيقول : يا رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال : كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى، فيؤمر به إلى النار، ومن قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وتفقهاً في الدين كان له من الثواب مثل جميع ما أعطي الملائكة والأنبياء والمرسلون، ومن تعلم القرآن يريد به رياءاً وسمعة ليماري به السفهاء ويباهي به العلماء ويطلب به الدنيا بدد الله عظامه يوم القيامة ولم يكن في النار أشد عذاباً منه، وليس نوع من أنواع العذاب إلا سيعذب به من شدة غضب الله عليه وسخطه، ومن تعلم القرآن وتواضع في العلم وعلم عباد الله وهو يريد ما عند الله لم يكن في الجنة أعظم ثواباً منه ولا أعظم منزلة منه، ولم يكن في الجنة منزل ولا درجة رفيعة ولا نفيسة إلا وكان له فيها أوفر النصيب وأشرف المنازل.

وعن النبي قال : إن في جهنم وادياً يستغيث أهل النار كل يوم سبعين ألف مرة منه فقيل له : لمن يكون هذا العذاب؟ قال : لشارب الخمر من أهل القرآن وتارك الصلاة.

وعن أبي الأشهب النخعي قال : قال علي بن أبي طالب : من دخل في الإسلام طائعاً وقرأ القرآن ظاهراً فله في كل سنة مائتا دينار في بيت مال المسلمين، وإن منع في الدنيا أخذها يوم القيامة وافية أحوج ما يكون إليها.

وعن محمد بن علي بن الحسين قال : قال أبو عبد الله : لا تنزلوا النساء الغرف ولا تعلموهن الكتابة ولا تعلموهن سورة يوسف، وعلموهن المغزل وسورة النور ـ الحديث. أقول : المراد بالنهي ما كان معرض الفتنة.