العدل

ومعناه : ان الله عادل لا يظلم أحداً، ولا يفعل ما ينافي الحكمة، فكل خلق أو رزق أو إعطاء أو منع، صدر عنه هو لمصالح وإن لم نعلم بها، كما أن الطبيب إذا داوى أحداً بدواء علمنا أن فيه الصلاح، وإن لم نكن نعرف وجه الصلاح في ذلك الدواء.

فإذا رأينا أن الله تعالى أغنى أحداً، وأفقر آخر، أو جعل شخصاً شريفاً، ولم يجعل الآخر، أو أمرض أحداً دون الآخر... أو أمثال ذلك فاللازم أن تعتقد أن جميع ذلك على وجه الصلاح والحكمة، وإن لم نكن نعرف حكمة ذلك ولا يخفى ان كثيراً من الفقر والمرض وما أشبه لسوء أختيار الإنسان.

وفي الحديث : (إن موسى طلب من الله تعالى أن يعرفه بعض عدله ـ مما يشكل ظاهره ـ فأمره الله بأن يذهب إلى عين ماء في الصحراء، لينظر ما يجري هناك، فلما خرج موسى رأى فارساً نزل على العين وقضى حاجته فسقط منه كيس نقوده ولم يشعر وذهب إلى حال سبيله ثم جاء بعده طفل وأخذ الكيس وانصرف، فجاء أعمى ليتوضأ على العين فإذا بالفارس قد رجع واتهم الأعمى بأخذ الكيس وآل الأمر إلى أن قتل الفارس الأعمى باتهام السرقة ولما ذهب الفارس، أوحى الله إلى موسى أن الفارس سرق مال أب الطفل، فرددنا المال إلى الوارث وهو الطفل، والأعمى كان قاتلاً لأب الفارس فأقتص الوارث منه).

وهكذا يكون حكم الله تعالى وعدله، وإن كان في الظاهر بعيداً عن القواعد.