الإمام التاسع 

هو الإمام محمد بن علي الجواد وأمه السيدة سبيكة، ولد يوم العاشر من شهر رجب سنة مائة وخمس وتسعين في المدينة المنورة، وتوفي مسموماً في بغداد، في آخر ذي القعدة سنة مائتين وعشرين، ودفن عند ظهر جده موسى بن جعفر في الكاظمية حيث مرقده الآن.

وكان أعلم أهل زمانه وأفضلهم وأسخاهم كفاً وأطيبهم مجلساً وأحسنهم خلقاً وأفصحهم لساناً، وكان إذا ركب يحمل ذهباً وفضة، فلا يسأله أحد إلا وأعطاه، وكان من يسأله من عمومته لا يعطيه أقل من خمسين ديناراً ومن سألته من عماته لا يعطيها أقل من خمس وعشرين ديناراً.

ومن علمه الكثير الذي ظهر للناس: إن ثمانين من علماء الأمصار اجتمعوا عليه بعد منصرفهم من الحج سألوه عن مسائل مختلفة فأجابهم عنها جميعاً، ومن غريب ما يحكى عنه أن جماعة كثيرة اجتمعوا عنده وسألوه عن ثلاثين ألف مسألة ـ في مجلس علمي ـ وأجابهم عنها غير ممتنع ولا غالط وكان عمره إذ ذاك تسع سنين، لكن أمثال هذا ليس غريباً عن أهل بيت الوحي والتنزيل.

وزوجه الخليفة ابنته، بعدما سأل عنه مسائل مهمة، وأجاب عن الجميع ـ في قصة مشهورة ـ.