مستحبات الدفن

مسألة 1 : يستحب أن يحفر القبر بمقدار قامة إنسان متوسط القامة، وأن يدفن الميت في أقرب المقابر إن لم تكن المقبرة الأبعد أفضل لجهة من الجهات، مثل أن يدفن في المقبرة الأبعد الصالحون من الناس، أو يكون ارتياد الناس لها ـ لقراءة الفاتحة ـ أكثر.

وهكذا يستحب ـ عند الدفن ـ أن توضع الجنازة على الأرض على بعد عدة أذرع من القبر ثم يقرب إلى القبر شيئاً فشيئاً في ثلاث دفعات توضع الجنازة على الأرض في كل مرة ثم ترفع وفي المرة الرابعة يدخل في القبر.

ويستحب ـ إذا كان الميت ذكراً ـ أن توضع على الأرض في المرة الثالثة بحيث يكون رأس الميت عند مؤخرة القبر وفي المرة الرابعة، يدخل الميت في القبر من جانب الرأس ـ أي يدخل رأس الرجل الميت في القبر أولاً ـ.

وأما إذا كان الميت أنثى فتوضع في المرة الثالثة على الأرض عند طرف القبلة من القبر ثم تدخل إلى القبر عرضاً وأن يؤخذ بقماش فوق القبر عند إدخال المرأة فيه.

ويستحب أن تقرأ الأدعية المقررة المأثورة قبل الدفن وحين الدفن، وأن تفك عقد كفن الميت بعد أن يوضع في اللحد، وأن يوضع خد الميت على الأرض، وتوضع تحت رأسه مخدة من تراب، وأن توضع لبنة أو مدرة وراء ظهره لكي لا يرجع ويستلقي على قفاه.

مسألة 2 : يستحب ـ بعد الدفن ـ تعزية ذوي الميت، ولكن الأفضل ترك التعزية لو مضى على ذلك مدة بحيث تتجدد مصيبتهم لو عزاهم أحد، وهكذا يستحب إرسال الطعام إلى أهل بيت الميت لمدة ثلاثة أيام، ويكره الأكل عندهم.

مسألة 3 : يستحب للإنسان أن يصبر في مصابه بأقربائه، ومصابه بولده خاصة، وأن يقول ـ كلما تذكر ميته: «إنَّا لله وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُون» ، وأن يقرأ القرآن للميت، وأن يطلب من الله حوائجه عند قبر أبيه وأمه، وأن يحكم بناء القبر حتى لا يسرع إلي البلى والخراب.

مسألة 4 : لا يجوز أن يخمش الإنسان وجهه في موت أحد ولا أن يلطم إلا في مصائب المعصومين سلام الله عليهم أجمعين.