رسالة مؤسسة الإمام الشيرازي فاونديشن في اليوم الدولي للديمقراطية |
|
|
|
|
|
موقع الإمام الشيرازي
بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية الذي يصادف الخامس عشر من أيلول سبتمبر من كل عام، وجهت مؤسسة الإمام الشيرازي فاونديشن، مقرها في العاصمة واشنطن، رسالة مفتوحة موجهة الى الدول الشرق الأوسطية، بمختلف أنظمتها الحاكمة، أكدت فيها أن الديمقراطية هي أمثل العقود المبرمة بين الشعوب وحكوماتها لإدارة شؤونها، باعتبارها أكثر السبل نجاعة وسلامة على صعيد الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني في البلدان. وقالت المنظمة أن من الملاحظ أن الدول الشرق أوسطية ذات النظم السياسية الديكتاتورية تشكو شعوبها بصورة مستمرة من انعدام التنمية أو الفقر أو الصراعات الداخلية أو غياب التوزيع العادل للثروات. ودعت المنظمة الى إسقاط كافة التهم السياسية التي وجهت للمعارضين المسالمين، وإطلاق سراح المعتقلين منهم، فضلاً عن ضمان حرية التعبير والمعارضة السلمية. وفيما يلي نص الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم (وأمرهم شورى بينهم)(الشورى 38) صدق الله العلي العظيم كان لإبتكار نظم الحكم الحديثة التي ترتكز على الديمقراطية في اختيار طرق إدارة الدول، نتاج مخاض عميق للشعوب والمجتمعات كلف الإنسانية ثمناً باهظاً من جهة، ومن جهة أخرى تعد الديمقراطية أمثل العقود المبرمة بين الشعوب وحكوماتها لإدارة شؤونها، باعتبارها سبلاً اكثر نجاعة وسلامة على صعيد الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني في البلدان. إذ تتيح النظم والآليات الديمقراطية عدة اعتبارات جوهرية في إدارة الحكم، ابتداء من ضمان حق المشاركة الشعبية، مروراً بعدم الاستئثار بالقرارات المصيرية والإجرائية، وأخيراً وليس آخراً حفظ الحقوق الدستورية للأفراد والجماعات دون أي غبن أو تعسف أو استبداد. لذا تشهد الدول التي تتمتع بالنظم الديمقراطية بكافة أشكال الاستقرار السياسي والمجتمعي، فضلاً عن ازدهار وتنمية اقتصادية، الى جانب التمتع بحقوق التعبير وإبداء الرأي المخالف، أو المعارضة السياسية المعلنة. فثبتت الديمقراطية الحقيقية على مدى تاريخها آلية آمنة للحكومات والشعوب على حد سواء، تتكافل بمقوماتها لإرساء وبناء مجتمعات صحية متصالحة مع نفسها حريصة على أوطانها وتعمل في سبيل ارتقائها. ولكن مما يؤسف له، على الرغم من تدويل الديمقراطية في مختلف أرجاء المجتمع الدولي، إلا أن كثيراً من دول الشرق الأوسط لا تزال تعاني من غيابها أو حضورها الشكلي كستار تختفي وراءه النظم الاستبدادية. تلك النظم قاصرة النظر التي لم تتعظ من تجارب التاريخ، ولم تعتبر من مصير الديكتاتوريات الغابرة. فنلاحظ أن الدول الشرق أوسطية ذات النظم السياسية الديكتاتورية تشكو شعوبها بصورة مستمرة من انعدام التنمية أو الفقر أو الصراعات الداخلية أو غياب التوزيع العادل للثروات، وحتى الدول الغنية منها والمستقرة اقتصادياً، تشكو من الاضطرابات الداخلية المستمرة بسبب مصادرة الحقوق الطبيعية لمواطنيها، الأمر الذي جعل من تلك الحكومات في مواجهة وتهديد مستمر من قبل شعوبها. لذا في الوقت الذي تشارك مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية المجتمع الدولي اليوم الخاص بالديمقراطية، تغتنم هذه المناسبة لتوجيه رسالتها الى كافة الدول الشرق الأوسطية بمختلف أنظمتها الحاكمة، العلمانية منها والإسلامية، الملوكية منها والجمهورية، الى العمل على إرساء النظام الديمقراطي الحقيقي كآلية للحكم، والعمل على إرسائها في مجتمعاتها لضمان الاستقرار والتنمية والازدهار. إذ تؤكد المؤسسة أن في طليعة الإجراءات الإصلاحية المطلوبة للارتقاء بالحكم الى الرشد المطلوب، إسقاط كافة التهم السياسية التي وجهت للمعارضين المسالمين، وإطلاق سراح المعتقلين منهم، فضلاً عن ضمان حرية التعبير والمعارضة السلمية. كما تؤكد المؤسسة على ضرورة أن تنتهج الحكومات المقصودة إجراءات تضمن توزيع عادل للثروات، الى جانب الشروع بخطط تنمية شاملة للأفراد، خصوصاً أن بعض تلك الدول استأثرت على مدى عقود بموارد الدولة لصالح شخصيات وطبقات مجتمعية محدودة مما حرم الشعوب من حقوقها وأثار حنقها على السلطات.والله من وراء القصد آخر/ صفر/1445هـ |
|
|
|
|
|
|
|