(وذكّر): يا أخا المنذرين! أنذر قومك




 

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)(الأنبياء 109)

موقع الإمام الشيرازي

 

قال الله تعالى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات 55)

 

سلسلة أحداث تتلظى بتداعياتها اليوم مجتمعات - مسلمة على وجه الخصوص – بالتزامن مع قائمة طويلة لوقائع وإحصاءات تؤكد أن مَنْ بيدهم مقاليد الحكم والمسؤولية ما زالوا يستخدمون أساليب مأزومة في إدارة أمور البلاد، ويعملون ضد مصالح الناس، الأمر الذي يؤدي الى تفاقم مشاكل سياسية وأمنية وثقافية واقتصادية واجتماعية وصحية وتعليمية لدرجة أنها أصبحت أزمات لا تُطاق، وبالتالي تتعزز الحاجة الى  تذكّر ما ينتشل المرء من هاوية الابتعاد عن الدين ومكارم الأخلاق وقيم العدل والخير والرحمة والسلام والمحبة، والتذكير بما يحفز الإنسان على استعادة كامل ورعه وحريته وإنسانيته، ويحث الشعوب على استرداد حقوقها وصولاً الى حياة كريمة وزاهرة. وخير ما نذكُر ونذكِّر به القرآن الكريم وما رُوي عن سادة الخلق، الطيبين الطاهرين، محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم).

من وصايا سيد الانبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام)، يقول سيد الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله):

"يا علي عليك بالصدق، ولا تخرج من فيك كذبة أبداً، ولا تجترئن على خيانة أبداً، والخوف من الله كأنك تراه، وابذل مالك ونفسك دون دينك، وعليك بمحاسن الأخلاق فاركبها، وعليك بمساوي الأخلاق فاجتنبها" (تحف العقول. العلامة الحرّاني، ص5_6).

وقال (صلى الله عليه وآله): "يا علي أربع من يكن فيه كمل إسلامه الصدق والشكر والحياء وحسن الخلق" (تحف العقول. العلامة الحرّاني، ص7).

وقال (صلى الله عليه وآله): "يا علي ما كرهته لنفسك فاكره لغيرك وما أحببته لنفسك فأحببه لأخيك تكن عادلا في حكمك مقسطا في عدلك محبا في أهل السماء مودوداً في صدور أهل الأرض" (تحف العقول. العلامة الحرّاني، ص10).

ومن مواعظه، قال (صلى الله عليه وآله): "الظلمة وأعوانهم في النار" (كنز العمال: ح7589).

وقال (صلى الله عليه وآله): أوحى الله عز وجل إلي: يا أخا المرسلين! يا أخا المنذرين! أنذر قومك أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب سليمة، وألسن صادقة، وأيد نقية، وفروج طاهرة، ولا يدخلوا بيتا من بيوتي ولأحد من عبادي عند أحد منهم ظلامة، فإني ألعنه ما دام قائماً بين يدَيْ يصلي حتى يرد تلك الظلامة إلى أهلها" (كنز العمال: ح43600).

عن ابن أبي عمير، عن أبي اسامة زيد الشحام، عن أبي عبدالله (عليه‌ السلام) أن رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) وقف بمنى حين قضى مناسكها في حجة الوداع ـ إلى أن قال: فقال: "أي يوم أعظم حرمة؟ فقالوا: هذا اليوم، فقال: فأي شهر أعظم حرمة؟" فقالوا: هذا الشهر، قال: "فأي بلد أعظم حرمة؟" قالوا: هذا البلد، قال: "فان دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه فيسألكم عن أعمالكم، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد ألا من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها فانه لا يحل دم امرئ مسلم ولا ماله إلا بطيبة نفسه، ولا تظلموا أنفسكم ولا ترجعوا بعدي كفاراً" (وسائل الشيعة. الحر العاملي، ج29، ص10).

ورُوي عنه (صلى الله عليه وآله) في قتيل وُجد لا يُدرى من قتله يقتل رجل من المسلمين لا يدرى من قتله: "والذي نفسي بيده، لو أن أهل السماوات والأرض اجتمعوا على قتل مؤمن أو رضوا به لأدخلهم الله في النار، والذي نفسي بيده، لا يجلد أحد أحدا إلا جلد غدا في نار جهنم" (بحار الأنوار. العلامة المجلسي، ج101، ص384).

28/ صفر/1445هـ